[مفارقة المعجز للحيل]
  (وقيل: بل يجب حصول النقيض إذا كان أدعى إلى تكذيبه) لما فيه من اللطف وإلا لم يجز لجريه مجرى العبث وهذا هو قول الإمام المهدي #.
  وقيل: يجب حصول النقيض مطلقاً ومن ذلك قصة مسيلمة الكذاب فإنه لما نقل إليه وإلى أصحابه أن رسول الله ÷ بصق في بئر في المدينة كان ماؤها مالحاً فعَذُبَ ببركة ريق رسول الله ÷ فقال أصحاب مسيلمة: افعل لنا في هذه البئر كما فعل محمد؛ فبصق في بئر قيل فغار ماؤها فيبست. ذكر هذا الإمام المهدي #.
  قال: وأصحابنا(١) يمنعون صحة هذه الرواية.
  وقالت (البهشمية: لا يجوز) حصول النقيض (لأن تخلف مراده كاف) في تكذيبه فالزيادة عبث.
  (قلنا) جواباً عليهم: (لا يجب) حصول النقيض (لعدم دليل الوجوب) في ذلك ولو كان أدعى إلى تكذيبه (مع حصول الكفاية بالتخلف) واللطف غير واجب عليه تعالى كما مر.
  (و) أما قول من قال إن الزيادة على التخلف تكون عبثاً فغير مسلم بل (لا منع) من حصول النقيض؛ (لأنه حسن) لا عبث كما زعموا.
[مفارقة المعجز للحيل]
  واعلم أن المعجز يفارق الحيل من وجوه قد سبق الإشارة إليها ونذكر من ذلك بعض ما ذكره العنسي | في المحجة، قال: ذهب أهل الإسلام كافة إلى أن المعجزات خارجة عن قبيل الطلسمات والسحر والحيل وأنها لا يستطيعها العباد إلا ما يريد الله تعالى أن يجعله عَلَماً لنبوءة الأنبياء $.
  قال: وقال ابن الراوندي وابن زكريا المتطبب إنها من قبيل السحر والشعوذة والمخرقة والطلسمات ونصرا بذلك قول الفلاسفة إنها من قبيل الحيل.
(١) قال في هامش الأصل: لعله يريد المعتزلة. تمت