(فصل): في الإشارة إلى معجزات نبيئنا محمد ÷
  فقال: «أتأذنين لي أن أحلبها؟» قالت: نعم.
  فدعا رسول الله ÷ بالشاة فمسح عليها وذكر اسم الله تعالى وقال: «اللهم بارك لها في شاتها» فتفَاجّت ودرت فدعا بإناء فحلب منها فسقاها حتى رويت ثم سقى أصحابه حتى رووا ثم شرب آخرهم وقال: «ساقي القوم آخرهم شرباً» فشربوا جميعاً علَلاً بعدَ نهل، ثم حلب ثانياً وتركه عندها حتى ارتحلوا وأصبح صوت بمكة يسمعونه بين السماء والأرض ولا يرون شخصه وهو يقول:
  جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين حلاَّ خيمتي أم معبد
  هما نزلا بالبر وارتحلا به ... فأفلح من أمسى رفيق محمد
  فيا لقصي ما زوى الله عنكم ... به من فعالٍ لا تجارى وسؤدد
  سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
  من أبيات كثيرة.
  وقالت أم معبد: لقد بقيت الشاة التي مسح عليها رسول الله ÷ إلى عام الرمادة وهو سنة ثماني عشرة من الهجرة فكنا نحلبها صبوحاً وغبوقاً وما في الأرض قليل ولا كثير.
  ومنها: قصة التمرات التي أرسلت بها عمرة(١) بنت رواحة ابنتها إلى زوجها بشير(٢) بن سعد وأخيها عبدالله(٣) بن رواحة فمرت برسول الله ÷ فقال
(١) عمرة بنت رواحة بن ثعلبة وهي أخت عبدالله بن رواحة بن ثعلبة من أهل بدر لأبيه وأمه. تزوج عمرة بنت رواحة بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد بن مالك فولدت له النعمان بن بشير. أسلمت عمرة بنت رواحة وبايعت رسول الله [÷]. (الطبقات الكبرى لابن سعد باختصار).
(٢) بشير بن سعد بن ثعلبة الجلاس (بضم الجيم، وباللام مثقلاً) الأنصاري، الخزرجي. بدري، عقبي، شهد أحداً والخندق، وقتل بعين التمر، سنة ثلاث عشرة مع أبي بكر. قلت: وهو أول من بايعه من الأنصار. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(٣) عبد الله بن رواحة (بفتح أوله) أبو رواحة الحارثي الأنصاري النقيب، شهد بدراً وما بعدها، وكان =