شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في الإشارة إلى معجزات نبيئنا محمد ÷

صفحة 370 - الجزء 2

  والذي ذكر أبو القاسم البلخي في كتابه عيون المسائل أن من المتواتر: انفجار الماء وحنين الجذع وإشباع الخلق الكثير من اليسير ومجيء الشجرة تخد الأرض وتسبيح الحصى في كفه وكلام الذراع المسموم وكلام الذئب وحديث الاستسقاء ورد الشمس عن الغروب حين خشي فوت صلاة العصر وانقضاض الكوكب وحديث المعراج والإخبار بالغيب.

  فهذه كلها متواترة عنده ذكر ذلك عنه الإمام المهدي # في الغايات.

  قلت: ومن بحث في سيرته وكتب التواريخ وجد من معجزاته ÷ غير ذلك متواتراً.

  ومن معجزاته ÷ انشقاق القمر، وكلام الثعلب، وشكاء الظبية، وشهادة الضب والعجل بنبوته ÷.

  أما معجزة العجل فما رواه الهادي # في كتاب تثبيت نبوة نبينا محمد ÷: أن قوماً من آل ذريح وهم حي من أحياء العرب وهم بمكة أرادوا أن يذبحوا عجلاً لهم وذلك في أول مبعث النبي ÷، فلما أضجعوه ليذبحوه أنطق الله العجل، فقال: «يا آل ذريح أمر نجيح صائح يصيح بلسان فصيح، يؤذن بمكة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.»، فتركوا العجل وأتوا المسجد فإذا رسول الله ÷ قائم في المسجد وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأني محمدٌ رسول الله [÷].

  وأما معجزة الضب فما روي عن عائشة قالت: كان النبي ÷ في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار إذ دخل رجل من بني سليم يقال له معبد وقد اصطاد ضباً وستره بثيابه وقال: والله لا أؤمن بك حتى يشهد لك الضب، وأخرجه، فقال النبي ÷: «من ربك يا ضب؟» فقال الضب: ربي الله ملكه في السماء وسلطانه في الأرض وأمره نافذ في البر والبحر والسهل والجبل.

  قال النبي ÷: «يا ضب من أنا؟» قال: أنت سيد المرسلين وإمام