شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في الإشارة إلى معجزات نبيئنا محمد ÷

صفحة 371 - الجزء 2

  المتقين وقائد المتقين إلى الجنة، فأسلم السلمي.

  قالت عائشة: فطلبت ذلك الضب من النبي [÷] فأعطانيه فلم أسمع منه بعد ذلك كلاماً روى ذلك في روضة الحجوري.

  ومنها: إذعان البعير الصائل وإصغاؤه رأسه إليه ÷ وسجوده بين يديه فقيل له: سجد لك يا رسول الله حين رآك؟ فقال: «لا تبلغوا بي ما لم أبلغ فلعمري ما سجد لي ولكن سخره الله لي».

  ومن رواية غير الإمام أحمد بن سليمان # أنه أقبل يهدر، فقالوا: يا رسول الله إنا نخاف من هذا البعير، فقال: «دعوه فإنه جاء مستغيثاً» فأقبل يمشي حتى وضع مشفره على عاتق رسول الله ÷ فقال: أنا بالله وبك أستغيث إن مواليَّ اشتروني فصيلاً وكدوني حتى بلغت من السن ما ترى وإنهم يريدون نحري فأنا بالله وبك يا رسول الله أستغيث، فشفع فيه رسول الله ÷ فقالوا: شأنك به فأمر بتسريحه حيث شاء فتباعد الجمل قليلاً ثم خر ساجداً.

  ومنها: ما روي أن يهودياً قال لعلي أمير المؤمنين # إن موسى بن عمران قد أعطي العصا فكان ثعباناً، فقال له علي #: «قد كان ذلك، ومحمد ÷ قد أعطي ما هو أفضل من هذا إن رجلاً كان يطالب أبا جهل بن هشام بدين كان له فلم يقدر عليه واشتغل عنه وجلس يشرب، فقال له بعض المستهزئين: من تَطلُب؟

  فقال: عمرو بن هشام - يعني أبا جهل - ولي عليه دين، فقالوا: ندلك على من يستخرج لك حقك؟

  قال: نعم، فدلوه على النبي ÷ وكان أبو جهل يقول: ليت لمحمد إلي حاجة فأسخر به وأرده فأتى الرجل إلى النبي ÷ فقال: يا محمد بلغني أن بينك وبين أبي الحكم حسباً وأنا أستشفع بك إليه.

  فأتاه فقال له: «قم فأدِّ الرجل حقه» فقام مسرعاً حتى أدَّى حقه، فلما رجع إلى مجلسه قال بعض أصحابه: كل ذلك فَرَقاً من محمد؟