شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في الإشارة إلى معجزات نبيئنا محمد ÷

صفحة 372 - الجزء 2

  قال: ويحكم اعذروني إنه لما أقبل إلي رأيت عن يمينه رجالاً بأيديهم حراب تتلألأ وعن يساره ثعبانين تصطَكُّ أسنانهما وتلمع النيران من أبصارهما فلو امتنعت لم آمن أن يبعجوا بطني بالحراب ويبتلعني الثعبانان.

  فهذا أكبر مما أعطي موسى بن عمران صلى الله عليه، ثعبان بثعبان موسى وزاد الله محمداً ÷ ثعباناً وثمانية أملاك».

  ذكر هذه المعجزات الإمام أحمد بن سليمان # وغيره.

  وقال العنسي في المحجة: ومعجزاته ÷ على ضربين:

  منها: ما تواتر الخبر به، ومنها ما هو من طريق الآحاد إلا أنها لو كانت بأجمعها آحاداً لدلت على نبوته ÷ لتواردها على معنى واحد، ولأنه من سمع الأخبار وبحث عن السير والآثار علم على الجملة ظهور معجزات كثيرة على محمد ÷.

  قال: وقد عدَّ العلماء من ذلك ألف معجزة.

  قال: منها إطعام العدد الكثير من الطعام اليسير في عدة مواضع أحدها لما نزل قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}⁣[الشعراء]، قال لعلي #: «خذ شاة وجئني بعُسِّ من لبن وادع لي بني أبيك بني هاشم» ففعل ودعاهم، فدخلوا وهم أربعون رجلاً فأكلوا حتى شبعوا وشربوا حتى ارتووا وما يُرى في الطعام إلا آثار أصابعهم ولبن العس على حاله حتى قال أبو لهب: كاد ما سحر لكم محمد، فقاموا قبل أن يدعوهم.

  فأمره أن يفعل لهم ذلك في اليوم الثاني والثالث في قصة طويلة، وكان ذلك من الظاهر الجلي لمن بحث عن الأخبار.

  وثانيها يوم الحديبية لما نفدت الأزواد شكوا إلى رسول الله ÷ فقال: «ائتوني بما بقي معكم من أزوادكم» فجاءوا به فوضع الدقيق ناحية والسويق ناحية والتمر ناحية والخبز ناحية ودعا الله ففاضت الأنطاع فأكلوا وتزودوا حتى