شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في الإشارة إلى معجزات نبيئنا محمد ÷

صفحة 373 - الجزء 2

  ملأوا كل جراب.

  ومثل هذه البركة في غزوة تبوك حين قال لعمر: ناد في الناس يأتوا ببقية أزوادهم ودعا حتى فاض.

  ومنها حديث جابر يوم الخندق.

  ومنها: أنه سقى الشراب القليل الجم الغفير في عدة مواضع أحدها خبر الميضاة في غزوة تبوك توضأ بميضأة وبقي يسير من الماء فقال #: «احتفظ به فسيكون لهذا الماء شأن» وتقدمه العسكر فلما بلغهم # ثار الناس في وجهه وقالوا: العطش العطش فاستدعى بالميضأة ووضع يده فيها ففار الماء من بين أصابعه حتى شرب منه العسكر وأرووا منه جمالهم ودوابهم.

  وثانيها في هذه الغزوة أيضاً كان في طريقهم وشل من ماء يكفي الراكب والراكبين، فقال #: «من سبق إلى الماء فلا يأخذ منه شيئاً» فلما جاءه أخذ بيده الماء وتمضمض به ثم مجه إلى الماء فكثر حتى شرب منه الجيش كله، ثم قال: «من بقي منكم فسيسمع لهذا الوادي شأناً» فكان ذلك الماء يسقي حافتيه.

  وفي هذه الغزوة شكا إليه ناس قلة الماء فدعا # فمطروا حتى امتلأت الغُدُرات.

  ومنها: أنه لما نزل بالحديبية استقوا ماء البئر حتى أخذوا الطين والماء فدفع # سهماً إلى البراء بن عازب⁣(⁣١) ليغرزه في البئر ويقول: باسم الله، فنبع الماء حتى فاض لولا أنا أخذنا البراء لغرق وحتى كانوا يغرفون الماء من رأس البئر.

  ومنها: أن قوماً شكوا إليه قلة ماء بئرهم في الشتاء فتفل فيها فانفجرت بالماء الزلال العذب.


(١) البراء بن عازب الأنصاري، الأوسي، أبو عمارة، صحابي جليل القدر، استصغر هو وابن عمر يوم بدر، وشهد أحداً وما بعدها وبيعة الرضوان، وشهد مع أمير المؤمنين الجمل، وصفين، والنهروان. توفي بالكوفة بعد التسعين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).