شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[إثبات أن القراءات نزلت من عند الله تعالى]

صفحة 397 - الجزء 2

  وكل ذلك يزعجهم على الطعن على القرآن كما أزعجهم على المحاربة له بالسيف والسنان، فكيف يسكتوا⁣(⁣١) عن الطعن عليه بما طعن عليه به الملحدة مع طول المدة وكثرة المقاولة والمراوضة والمراسلة والمحاربة والموادعة، ولم يقولوا: نحن نقدر على حروفه ومثل آياته مفردةً ومركبة.

  ولماذا لم يقولوا: نحن نقدر على تأليف مثله مع شدة حاجتهم إلى إدحاض حجته وإبطال دولته.

  ولماذا لم يعارضوا أخَفَّ سورة أو يأتوا بمثل أخف آية من كلامهم الفصيح وهم أعدى الخلق لمن جاء به وأشد العالمين تحاملاً على من أنزل عليه، وفزعوا إلى السيوف والرماح.

[إثبات أن القراءات نزلت من عند الله تعالى]

  إلى أن قال العنسي |: فأما ما ذكروه في القراءات وأن ذلك دليل الاختلاف فذلك لا يصح لأن القراءات نزلت من الله تعالى كذلك.

  وقال النبيء ÷: «نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ» وهذا الخبر مستفيض لا يدفعه صاحب خبر ولا حامل أثر.

  وجميع تلك القراءات هي لغة العرب التي لم ينكرها فصحاؤهم ولا عابها خطباؤهم ولا أشرافهم وليس الغرض أن الكلمة الواحدة فيها سبع قراءات فهذا لم يقع وإنما الغرض أن جملة القرآن على سبعة أحرف في الكلمة الواحدة قرآتان أو ثلاث.

  ونسبتها إلى القراء السبعة لأنهم سمعوها عن أصحاب رسول الله ÷ الذين كانوا أقرؤوهم القرآن وحفظوه.

  والصحابة قرأه عليهم النبي ÷ بهذه القراءات، فلا معنى لجهل الجاهل


(١) كذا في الأصل، وفي نسخة أخرى: سكتوا.