[ذكر الخلاف في ماهية العقل]
  على الذكر فإذا جب الذكر لم يكن الله ليجعل دليلاً على غير مدلول عليه فلأجل ذلك لم تنبت له لحية إلا(١) النادر من الناس الذي يسمى الكوسج الذي ذمه أمير المؤمنين # حيث قال: لا يوجد في أربعين كوسجاً رجل خير.
  قلت: لفظه # في الصحيفة: «لا تجد في أربعين أصلعاً رجل سوء، ولا تجد في أربعين كوسجاً رجلاً صالحاً، وأصلع سوء أحب إلي من كوسج صالح».
[ذكر الخلاف في ماهية العقل]
  قال (جمهور أئمتنا $: والعقل معنىً غير الضرورية) إذ هو عرض أي: معنى محله القلب كما ذكرناه، والجمهور المراد به الأكثر، مأخوذ من التجمهر وهو الاجتماع وهو في عرف اللغة الطبقة الثانية من الطبقات العشر وهي: الجذم فالجمهور فالشعب فالقبيلة فالعمارة فالبطن فالفخذ فالعشيرة فالفصيلة فالرهط، مثاله: عدنان جذم، معد جمهور، نزار شعب، مضر قبيلة، خندف عمارة وهم ولد إلياس بن مضر، كنانة بطن، قريش فخذ، قصي عشيرة، عبد مناف فصيلة، بنو هاشم رهط.
  وقال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (#، والمعتزلة: بل هو الضرورية) وهي عندهم مجموع علوم عشرة قالوا: وسميت عقلاً تشبيهاً بالمعنى اللغوي لما كانت تمنع صاحبها من ارتكاب القبائح.
  قال الإمام المهدي # في كتاب دامغ الأوهام: والعقل علوم ضرورية إلى أن قال: لنا: لو كان غير العشرة لصح وجودها مع عدمه والعكس، قال: والعشرة هي على مراتب في القوة والجلاء، فأولها وأقواها العلم بالنفس أي: بوجودها وبأحوالها من كونه مشتيهاً ونافراً وآلماً وملتذاً، وخائفاً وآمناً ومريداً وكارهاً، ونحو ذلك.
(١) الاستثناء من قوله: جعل اللحية دليلاً على الذكر. (من هامش الأصل).