[إثبات أن المصاحف كانت موجودة قبل زمن عثمان]
[إثبات أن المصاحف كانت موجودة قبل زمن عثمان]
  فأما تهمة عثمان في جمع الناس على مصحف فذلك لا يصح فقد كان مجموعاً في مصحف في زمن أبي بكر وعمر ولذلك قالوا: مصحف عبدالله ومصحف أبي، وقد قيل: إن أبا بكر دعا زيد بن ثابت وقال: إنك رجل شاب وقد كنت كتبت الوحي لرسول الله ÷ فاجمع القرآن واكتبه.
  وكذلك المروي أن علياً # أقام منفرداً في بيته حتى جمع القرآن لستة أشهر أو ما يقارب ذلك.
  قالوا: وكان ذلك مما اعتذر به عن الوصول إلى جماعتهم حتى استبدوا بالأمر عليه في زمن أبي بكر.
  والعلم بكتابتهم للمصحف وإجماعهم عليه ضروري، والعلم بأنه على ما كان عليه زمن النبي ÷ حفظاً في صدور الرجال ضروري.
  قال: فأما ما يروى من اختلافهم في السور فإنما هو اختلاف في أنه هل تكتب أو لا، بل هو مثل ما يحفظ من كلام الله المنزل على رسوله ÷ وليس يكتب، وابن مسعود كان يقول: المعوذتان أنزلتا ليحفظا ولا يكتبا وأن حكمهما في قراءة الجنب لهما ومس مكتوبهما بخلاف غيرهما من القرآن، وأن سورتي القنوت بخلافهما، وأبي ذهب إلى غير هذا.
  وكذلك ما روي من اختلافهم في البسملة هل هي من الفاتحة أو ليست منها أو هي من كل سورة أو لا، ولم يختلفوا أنها آية من سورة النمل ومن القرآن.
  قال: وما روي أنه كان فيه: الشيخ والشيخة، وأن بعضهم كتب فيه: لو كان لابن آدم واديان من ذهب - فذلك لا يضر لأنه يحتمل أن يكون قرآناً ثم نسخ تلاوته وكتبه في المصحف.
  قال: والصحابة قد أجمعت على هذا المعروف الآن من المصحف في أيدي الناس بحيث لم يبق بينهم بعد ذلك تنازع ولا اختلاف، وليس اختلافهم في أول