الحديث العاشر
الحديث العاشر
  عَنْ(١) أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِي، وهو عَبْدُ الله بْنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ حَضَارِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَنْزِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُذْرِ بْنِ وَائِلِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ الْجُمَاهِرِ بْنِ الأَشْعَرِ بْنِ أُدَدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ همَيْسَع بْنِ عَمْرِو بْنِ يَشْجُبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَان، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «لَا تَسُبُّوا الدُّنْيَا فَنِعْمَتْ مَطِيَّةُ الْمُؤْمِنِ، عَلَيْهَا يَبْلُغُ الْخَيْرَ، وَبِهَا يَنْجُو مِنَ الشَّرِّ، إِنَّهُ إِذَا قَالَ الْعَبْدُ لَعَنَ اللهُ الدُّنْيَا، قَالَتِ الدُّنْيَا: لَعَنَ اللهُ أَعْصَانَا لِرَبِّهِ»(٢).
  قَالَ السَّيِّدُ الشَّرِيفُ: فَأَخَذَ هَذَا الْمَعْنَى بَعْضُهُمْ فَقَالَ:
  يَقُولُونَ الزَّمَانُ بِهِ فَسَادٌ ... وَهُمْ فَسَدُوا وَمَا فَسَدَ الزَّمَانُ
  السبُّ هو الذم والسَّبْع(٣). والدنيا هي أوقات التكليف كما قدَّمْنا. ونِعْمَ نقيضُ بِئْسَ، وهما من الأفعال التي لا تنصرف، ونِعْمَ يقابَلُ بها الأمور المحبوبة الشريفة، وبِئْسَ يُقابَل بها الأمور المكروهة الفظيعة، وقد كَثُرَ استعمال هذين الفعلين حتى أُلْحِقا في بعض الحالات بالأسماء، والتاء في نعمتْ وقعت للتأنيث. والمطيَّةُ ما يُمْتَطَى، وهو أنْ يركب ظهره، وظهره مَطاه(٤)، هذا في الأصل، ثم صار في عرف اللغة يُفيد ما يمتطى من الإبل خاصَّة، حتى لا يُقال للدَّابة مطية ولا للحمار.
(١) قال السيد الشريف: وحدثنا أبي قال حدثنا محمد بن الحسن التنيسي قال حدثنا سليمان الشاذكوني قال حدثنا النعمان بن عبد السلام قال حدثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى ... الحديث.
(٢) الحديث: «لَا تَسُبُّوا الدُّنْيَا، فَنِعْمَ مَطِيَّةُ الْمُؤْمِنِ، عَلَيْهَا يَبْلُغُ الْخَيْرَ، وَبِهَا يَنجُو مِنَ الشَّرِّ» رواه الطبراني في كتابه الدعاء (١/ ٥٦٨) رقم (٢٠٥٢) ورواه الشاشي في مسنده (١/ ٣٨٧) رقم (٣٨٣) ورواه ابن عدي في الكامل في الضعفاء (١/ ٥٠٢)، وقال في كنز العمال: أخرجه الديلمي وابن النجار عن ابن مسعود، ا. هـ. قلنا: وقد ضعفوه لوجود إسماعيل بن أبان الغنوي، ولعل السبب أنه ممن يروي عن أبي خالد الواسطي، وهي عادتهم في شأن كل من له صلة أو ارتباط بأهل البيت $ وأتباعهم ¤.
(٣) السَّبْعُ: هُوَ أَنْ يتساَبَّ الرَّجُلان فيَرمِي كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ بِمَا يَسُوءُهُ. يُقَالُ سَبَعَ فُلَانٌ فُلَاناً، إِذَا انتْقَصَه وعابَه، (انظر النهاية: ٢/ ٣٣٧).
(٤) أي: وظهره هو مطاه، قال الجوهري في الصحاح (٦/ ٢٤٩٤): المَطَا، مَقْصُورٌ: الظَّهْرُ، وَالْجَمْعُ الأَمْطَاء.