الحديث السادس والعشرون
الحديث السادس والعشرون
  عَنْ(١) أَبِي أَيُّوبٍ الْأَنْصَارِيّ(٢)، وقد تقدم الكلام في نسبه، وذكر طرف من حاله(٣)، وهو نزيل رسول الله ÷ والذي آثره بأعلى منزله، ونزل أسفله، وشاطره ماله في قصص يطول شرحها، ولما نهض رسول الله ÷ تقاتل الأنصار على راحلته، وكل منهم يتلقاه يُحَلِّي له نفسه، يقول: يا رسول الله: هلم إلى العدد، وذاك: يا رسول الله هلم إلى الوفاء، هلم إلى المواساة، وكُلٌّ يجذِب بزمام راحلته، فقال ÷: «دَعُوها فَإِنَّها مَأْمُورَة»، وروي لنا أن الأنصار تبادروا إلى منازلهم لطيبات الحشائش يلقونها على أبوابهم، وأفنيتهم تعريضاً لراحلته، وهي سالكة لحال سبيلها، إلى أنْ وصلت بني غَنْمٍ، فبركت تجاه منزل أبي أيوب الأنصاري، فهنَّأه الناس، وهو أهلٌ لذلك، وعلى مبركها بنى الحسن بن زيد(٤) #
(١) قال السيد الشريف: وحدثنا علي بن عيسى الجرجاني البصري قال حدثنا سليمان بن أيوب الهاشمي قال حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري ... الحديث.
(٢) في هامش الأصل وهامش (أ) ما لفظه: هُوَ خَالِدُ بنُ زَيْدِ بنِ كُلَيْبِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَبْدِ بنِ عَوْفِ بنِ غَنْمٍ بن مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ تَيْمِ اللهِ بنِ ثَعْلَبةَ بن عَمْرِو بنِ الخَزْرَج، ومات في صائفة الروم غازياً في جند معاوية سنة ثلاث وأربعين، انتهى. قلنا: الأصح أنه توفي سنة اثنتين وخمسين (٥٢ هـ) كما ذكره الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي # في اللوامع، وهو المثبت في كتب التراجم، والصائفة هي الغزوة في الصيف، واشتهرت بها غزوات الروم لأنهم كانوا يغزون صيفاً.
(٣) تقدم في بداية الحديث الرابع في سياق ذكر عبد الله بن عباس ®.
(٤) قال الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار: هو أبو محمد الحسن بن زيد بن الحسن السبط، ليس لزيد بن الحسن عقب إلا منه؛ ترجم له السيد الإمام ¥، وحكى ما ذكره الإمام أبو طالب # وغيره من توليه للجبار المنصور العباسي، وهذه الواقعة زلّة قبيحة من الحسن، لم يتقدمه ولا تعقبه فيها أحد من آل محمد ÷ في العصر الأقدم، بل خرج بها عن منهاج أهل بيته في ذلك الصدر الأعظم، ولم يستقم التأويل لظهور المظاهرة منه، والمؤازرة، كما لا يخفى على ذوي الاطلاع؛ والله سبحانه يقول: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ}[فاطر: ٣٢].
وقد سلك به أبو الدوانيق بعد ذلك سبيل أهله وصادره، وحبسه، ولم يخرج من السجن إلا في زمن ولده المهدي بن =