الحديث الحادي والثلاثون
الحديث الحادي والثلاثون
  عَنِ(١) ابْنِ عُمَرَ، وقد قدمنا الكلام في نسبه وذكر طرف من حاله، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «لَيْسَ شَيْءٌ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وَقَدْ ذَكَرْتُهُ لَكُمْ، وَلَا شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا وَقَدْ دَلَلْتُكُمْ عَلَيْهِ، إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي أَنَّهُ لَنْ يَمُوتَ عَبْدٌ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوا شَيْئاً مِنْ فَضْلِ اللَّهِ بِمَعْصِيَتِهِ، فَإِنَّهُ لَنْ يُنَالَ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ امْرِئٍ رِزْقاً هُوَ يَأْتِيهِ لَا مَحَالَةَ، فَمَنْ رَضِيَ بِهِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ فَوَسِعَهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِهِ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ فَلَمْ يَسَعْهُ، وَإِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الرَّجُلَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ»(٢).
  النار معروفة نعوذ بالله منها. والتقريب نقيض التبعيد. وذكرتُ نقيض نسِيتُ وأهملتُ. والجنة الحديقة التي أجَنَّتْ قَرارَها أشجارُها، وأصل الجنة الإجنان. والدلالة والتعريف معناهما واحد.
(١) قال السيد الشريف: وحدثنا ابن الهادي قال حدثنا أبو سليمان محمد بن منصور قال حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر ... الحديث.
(٢) الجزء الأول من الحديث: «أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبْعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَيُبْعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، وَإِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَفَثَ فِي رَوْعِي أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلْكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ» رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٧/ ٧٩) رقم (٣٤٣٣٢) وفي مسند الشافعي (٤/ ٦٤) رقم (١٧٩٨) والبيهقي في شعب الإيمان (١٣/ ١٩) البغوي في شرح السنة (١٤/ ٣٠٣) ... الخ، والجزء من الحديث: «لِكُلِّ بَشَرٍ رِزْقُهُ مِنَ الدُّنْيَا هُوَ يَأْتِيهِ لاَ مَحَالَةَ فَمَنْ رَضِيَ بِهِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَوَسِعَهُ وَمَنْ لَمْ يَرْضَهُ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ وَلَمْ يَسَعْهُ» رواه المتقي الهندي في كنز العمال (١/ ١١٤) رقم (٥٣٦)، والسيوطي في الفتح الكبير (٣/ ٢٢) برقم (٩٨٢٢) كلاهما عن أبي شجاع الديلمي في (الفردوس) وقوله: «إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ» رواه ابن أبي عاصم في السنة (١/ ١١٧) رقم (٢٦٤) والبزار في البحر الزخار (١٠/ ٣٧) رقم (٤٠٩٩) وابن حبان في صحيحه (٨/ ٣١) رقم (٣٢٣٨) القضاعي في مسنده رقم (٢٤١) وأبو نعيم في الحلية (٦/ ٨٦) ... الخ، ووصفه في الجامع الصحيح للسنن والمسانيد بـ: القوي.