كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بحث في إيمان أبي طالب وإجماع العترة عليه]

صفحة 190 - الجزء 2

[بحث في إيمان أبي طالب وإجماع العترة عليه]

  ولعمري لو لم تقع هذه الآثار ولم يكن إلا مجرد علم الفقيه ومن كان على هذه المقالة بأن هذه العصابة أولاد نبيئنا ÷، بل لو جهل هذه المرتبة وعلم أنهم أبناء بنت نبيه ÷ لجعل لهم مزية على غيرهم لمكان الولادة والقرابة، هم⁣(⁣١) أولاد عمه - الذي حماه من الأسود والأحمر - أبي طالب ¥ وأجمعت العترة على إيمانه وأدلة إيمانه ظاهرة قولاً وفعلاً، وأشعاره مشهورة:

  وبالغيب آمنا وقد كان قومنا ... يصلون للأوثان قبل محمد

  وكان يوهم الكفار أنه باق على دينهم لتبقى جلالة رئاسته فيهم، وكان يذكر ما ينبه العاقل على اتباع النبي ÷، ويصرح بأنا تركنا الإيمان عصبية وحمية وجهلاً؛ ليرجع العقلاء إلى الصواب في اتباع النبي ÷ ومن قوله:

  ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً ... نبيئاً كموسى خط في أول الكتب

  ومن آخر:

  ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً ... نبيئاً كموسى والمسيح ابن مريم

  ومن لاميته المشهورة:

  لقد علموا أن ابننا لا مكذب ... ولا هو معني بقول الأباطل

  ومن قوله:

  ودعوتني وزعمت أنك ناصحي ... فلقد صدقت وكنت قبل أميناً

  وعرضت ديناً لا محالة أنه ... من خير أديان البرية دينا

  وللإيهام بقي علماء العامة يدعون بقاءه على الكفر، وأهل بيته أعلم بحاله، وقد أجمعوا على إسلامه، ولم يختلف أحد من أهل العلم أنه لم يبلغ أحد في نصرة


(١) متعلق بقوله: بأن هذه العصابة أولاد نبيئنا هم أولاد عمه، وما بينهما جملة معترضة.