كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب الإمام (ع) على اعتراض الفقيه]

صفحة 216 - الجزء 2

  الله خلافه، وأوجب على الله ø ما لم يجب عليه؛ فأدخل نفسه الجنة بالحسن من أعماله، وأدخل نفسه النار بقبيح أفعاله، وكذب بمغفرة الله وعفوه إذ أوجب عليه قبول توبة من أتى الكبائر، وحظر عليه عذابه، ومنع الله تعالى من عذاب من أتى صغيرة أو صغائر مع اجتناب الكبيرة، وبذلك حكم عليه وكذب بقضاء الله وقدره الذي أخبر الله ø بنكال مكذبه بقوله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ٤٧ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ٤٩}⁣[القمر]، وصح ذكر ذلك في سنة النبي ÷ المطهر، وكم في القرآن من ذلك لمن تدبر، وكم ورد في السنة لمن أبصر، وآذى مع ذلك رسول الله ÷ في صحابته وظلمهم وجهلهم، ثم أراد نصرة قرابته فعجزهم وضعفهم؛ فمن هذا حاله فقد بدل دين الله، وعاند نبي الله، وجرد في وجهه سيف الباطل، وهو مع ذلك عما يراد به غافل، يدعو إلى هذا الدين، ويزعم أنه على حق ويقين، ولا محالة أن هذا مذهب هذا الرجل ومذهب فرقته، بل مذهب إمامه الذي حكم بعصمته، وعلى ذلك يناظرون، وعنه يجادلون، وكتبهم بذلك وفي الرد على من خالفهم فيه مشحونة، وأنفسهم عاكفة على ذلك وبه مفتونة، ولو أردت استقصاء الاستدلال على ما يخالف مذهبهم ويبطل معتقدهم من الكتاب والسنة لطال، وأدى إلى الإملال، ولا بد من الكلام على ذلك بحسب ما تحتمله هذه الرسالة في أثناء الحال».

[جواب الإمام (ع) على اعتراض الفقيه]

  فالقول في ذلك: أن الفقيه - أبقاه الله! - رشح إناه بما فيه، وركب ما يصعب تلافيه، وخبط شوكه وورقه، وجعل صفاقة وجهه درقة، وحاول أن يجعل بين حفظ الذرية ورفضها طريقاً، فلم يجد إلى ذلك سبيلاً، فبنى جهلاً على جهل واتخذ السب والأذى دليلاً.

  ما الطريقة الجامعة أيها الفقيه بين أئمة الهدى وأبي لهب؟! هب أنك لم تستح