[أدلة الفقيه في مسألة القضاء والقدر]
  والنار، وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة» قال: فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؛ فقال: «من كان من أهل السعادة فسيصيره إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصيره إلى عمل أهل الشقاوة؛ فقال: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فسييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فسييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ٥ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ٦ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ٧ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ٨ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ٩ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ١٠}[الليل]»، وقد رواه مسلم من غير طريق.
  ورواه البخاري على اختلاف في اللفظ والمعنى عن آدم، عن شعبة، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبدالله بن الشخير، عن عمران بن حصين، قال: قال رجل: يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال: «نعم» قال: فلم يعمل العاملون؟ قال: «كل يعمل لما خلق له، ولما يسر له».
  وحدثنا مسلم عن أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو الزبير، قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا أبو خيثمة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: جاء سراقة بن مالك بن جعشم، قال: يا رسول الله، بيِّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيم العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما يستقبل؟ قال: «لا، بل فيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير» قال: ففيم العمل؟ قال زهير: ثم تكلم أبو الزبير بشيء لم أفهمه؛ فسألت ما قال: فقال: اعملوا فكل ميسر، روى هذا مسلم من غير طريق.
  وحدثنا مسلم، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا عروة بن ثابت، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدؤلي، قال: قال لي عمران بن حصين: أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر سبق أم فيما يستقبلون به