كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بحث مفيد في أن الثناء على غير المعصوم لا يمنعه من التغيير والتبديل]

صفحة 265 - الجزء 2

  طالب - رضوان الله عليه - مر بطلحة صريعاً فقال له طلحة: أمن أصحابنا أم من أصحاب أمير المؤمنين؟ فقال: بل من أصحاب أمير المؤمنين؛ فقال: امدد يدك أبايعك لألقى الله على بيعته، أما والله ما كفتنا آية من كتاب الله {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}⁣[الأنفال: ٢٥]، أما والله لقد أصابت الذين ظلموا منا خاصة، وهذه توبة ظاهرة.

  وأما الزبير فتوبته مشهورة، وقوله:

  نادى علي بأمر لست أنكره ... قد كان عمر أبيك الخير مذ حين

  فقلت حسبك من قول أبا حسن ... بعض الذي قلته في اليوم يكفيني

  أخترت عاراً على نار مؤججة ... أنى يقوم لها خلق من الطين

  ترك الأمور التي تخشى عواقبها ... لله أجدر في الدنيا وفي الدين

  وأما عائشة ^ فكانت تبكي حتى تبلّ خمارها، وتقول: وددت أن لي من رسول الله ÷ عشرة كلهم مثل الحارث بن هشام⁣(⁣١) وأني لم أخرج على علي بن أبي طالب.

  فمعنى الخبر عندنا أن رسول الله ÷ قال: إن محبة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي في تلك الحال التي قال رسول الله ÷ ذلك فيها، ونحن نقول: هؤلاء المذكورون في حياته ÷ أفاضل الصحابة؛ لأنا لا نعتقد فيهم اعتقاد الإمامية أنهم كانوا منافقين في حياته كافرين بعد وفاته؛ بل نقول: قد عصوا بتقدمهم على الإمام المعصوم معصية حكمها إلى الله سبحانه.


(١) لعل هنا سقط في قول عائشة تقديره: فماتوا كلهم أو قتلوا كما معناه مذكور في الرواية عنها في غير هذا الموضع. تمت من خط مولانا الحسن بن الحسين الحوثي ¥.