[الكلام في دعوى الفقيه أن عليا (ع) صلى على أصحاب معاوية في صفين]
  الوعيد من الملك الجبار سبحانه وتعالى في قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ٩٣}[النساء]، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ... الآية}[النساء: ٩٢].
  فهل علي # قتل أهل الجمل وصفين والنهر عمداً أو خطأً؟
  فإن قلت: خطأ خرجت من حد العقلاء، وخالفت الآية.
  وإن كان عمداً فإما أن يكون علي # مغضوباً عليه؛ فأهون وحاشاه عن ذلك، والقول به خروج عن الدين.
  وإما أن يكون في تلك الحال غير مؤمن(١) فهذا هو الصواب؛ فاختر لنفسك فيما ذهبت إليه من الخلاف مذهباً، ولكنك أجريت في الخلاف المجرى، وغيرته من الآيات الشريفة، ولكن أين الذهن الموجب للنظر، والفكر المنتج للصواب، وهل يكون المؤمن أيها الفقيه العلامة خارجاً عن أمر الله حتى يقاتَل ليفيء بمعنى يرجع إلى أمر الله، توسم إن كنت من المتوسمين!
[الكلام في دعوى الفقيه أن علياً (ع) صلى على أصحاب معاوية في صفين]
  وأما قوله: «وصح بالنقل الذي لا يدفع ولا يحتاج إلى سند لظهوره وشهرته أن علياً كان يصلي على أصحاب معاوية» فأكبر دليل على مباهتته وجرأته واختلال عقله وإيمانه، وإدهانه كيف يقول في روايته: لا يحتاج إلى سند لظهوره ولم يقل بما قال باشتهار نقله من رواة العلم أحد؛ فإن روى ذلك راو من النابتة الحشوية المرجئة الغوية فهو مدفوع بالأدلة العقلية والسمعية، قال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ٢٣}[الجن] ... إلى غير ذلك من آيات الوعيد.
(١) أي: المحارب الذي قاتله علي #، والمراد الجنس. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.