[حديث الكساء وغيره]
  مواضعه، وقد أودعنا كتابنا الموسوم بصفوة الاختيار في أصول الفقه(١) جملة شافية، وهذا جعلناه مثالاً، ونحن نروي له الخبر بسنده فليوع سمعه إن كان من الراغبين.
  وأما قوله: «إنه يتولى ذريته الطاهرين الذين هم على الحق المبين» فهيهات هيهات كيف يصح ذلك فيه وفي من شاكله من سلفه وسابقته؟!
  تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في المقال بديع
  هيهات لو أحببته لأطعته ... إن المحب لمن يحب يطيع
  فلو كنت من أحبابهم كنت شيعياً لهم، ولكنه قال: سنة وجماعة، فهرب إلى صف معاوية، واستن بسنته، وانخرط في سلك جماعته، ونصب للذرية العداوة، ومال إلى العباسية أهل الشقاوة، وقد بينا فيما تقدم أنه لم يرفع عنهم لسانه بل سماهم المبتدعة المحدثة، وجعل عمدته في ذلك أنهم لا يرون بقوله ولا قول سلفه، ولا شك في ذلك عندنا، وإنما الأولى أن يكون ما خالفهم هو البدعة، وما وافقهم هو السنة النبوية؛ لأنهم أهل بيت النبوءة، ومعدن الرسالة، وورثة الكتاب، وليوث الضراب.
[حديث الكساء وغيره]
  وأما إيراده للحديث مسنداً إلى الحد الذي بلغ إليه - فما هذا وهل العلم وقف عليه؟ أو ليس منه إلا ما بلغه؟! فهذا هو الجهل المبهم، والعمى المحكم، ونحن نروي الحديث منا إلى السيد أبي طالب، ومن أمالي السيد أبي طالب # قال: حدثنا القاضي أبو محمد عبدالله بن محمد، قال: حدثنا أبو العباس عبدالله بن عبد الرحمن بن حماد العسكري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن
(١) صفوة الاختيار في أصول الفقه من جلائل الكتب في علم الأصول، وقد تم طبعه بحمد الله، وصدر عن مكتبة أهل البيت (ع).