كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[استدلال الفقيه بخبر السفينة على إمامة العباسي]

صفحة 298 - الجزء 2

  منصور، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، قال: حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة: أن رسول الله ÷ أخذ ثوباً فجلله على علي وفاطمة، والحسن والحسين $ وقرأ هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب]، فجئت لأدخل معهم، فقال: «مكانك إنك على خير»، وقد ذكر هذا الخبر بطرق كثيرة، وألفاظ متقاربة تدل على معنى واحد أنهم أهل البيت الذي يجب اتباعهم ويحرم خلافهم؛ لأنهم جميعاً المطهرون من الأرجاس.

  وأما حديث الثقلين، فقد تقدم نقله في الصحاح وغيرها، وليس فيه آل علي وآل جعفر وآل عباس وآل عقيل، وذلك في حديث آخر في معنى القرابة، ولا شك أن من ذكر أقاربه وأن لهم الفضل به ذكر بني هاشم جميعاً، ولم يرد معنى التطهير مكرراً في غير أهل الكساء من ذرية فاطمة الزهراء.

[استدلال الفقيه بخبر السفينة على إمامة العباسي]

  قال [الفقيه]: «وأما حديث سفينة نوح من ركبها نجا؛ فقد استدللنا أن هذا الإمام العباسي الصحيح الإمامة أنه من تخلف عنه غرق؛ إذ ليس المقصود على أصلك اجتماع أهل البيت كلهم على القول الواحد والرأي الواحد، ولو ذهبت إلى ذلك لم تجده فيما أنت بصدده، والعباسي الواحد منهم من تخلف عنه غرق؛ فكأنما تخلف عن الباقين، ومن قاتله فكأنما قاتل مع الدجال، ولم يقاتله ولم يقم في وجهه إلا أنت وإمامك، ومن تبعك من أهل فرقتك فأنتم المعنيون بهذا».

  أما الحديث في: سفينة نوح؛ فقد ثبت أن المراد به الهداة المهتدون من أهل البيت وهم الذين شهد لهم النبي ÷ بالطهارة من أهل الكساء وذريتهم الصادقين، وشاهد الحال يقضي بذلك؛ إذ المعلوم من آل عباس ضرورة بحيث لا يخالف فيه أولادهم ولا أعداؤهم ارتكاب المعاصي، والغدر في الذمم،