[إخراج الأزواج عن أهل البيت، وفائدة ذكر الأهل بعد العترة، ومناقشة بقية الخبر]
  وكقول الشاعر:
  لنا العدد الأكثر الأغبر
  وأما عائشة وحفصة فما كذبناهما فيما روتا.
  وإن كان يريد بذلك ما جرى من الخروج على أمير المؤمنين # فلعل الفقيه لا يقول بأنه صواب؛ لأنها قد ثبتت إمامته # بالإجماع من الكل، وإن اختلفت الطرق، وقد ثبت أن الخروج على إمام الحق خطأ، وقد يبلغ الفسق إن كان تأويلاً، ويبلغ الكفر إن كان استحلالاً؛ فليت شعري أين يتوجه إلزام الفقيه مع هذه الأمور.
  وأما كلامه على قوله ÷: «ويكون ذاتي أحب إليه من ذاته» وأنه تكرار محض؛ لأن الذات هو النفس، وقد تقدم ذكرها.
  فالجواب: أن المراد النفس هاهنا أمير المؤمنين # فلا يعد تكراراً، وقد سماه الله تعالى نفسه ÷ فيما روينا في خبر المباهلة، وقد ذكرنا سنده، وهو قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ٦١}[آل عمران]، فجعل نفس علي نفسه ÷؛ لأنه # قال: تعالوا ندع، والداعي لا يدعو نفسه، وإنما يدعو غيره بدليل قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}[الإسراء: ١١٠]، فثبت أن المراد بنفسه في الدعاء نفس علي # وبذلك قد ورد تفسير هذه الآية(١).
(١) قال ¦ في التعليق: وقد مر روايةُ الحاكمين الجشمي والحسكاني، والخوارزمي، والحسن، والشعبي، والسدي، وتفسير الثعلبي، والبيضاوي، والزمخشري، والرازي. وقولُ إسحاق بن يوسف: هو مشهور أو متواتر، كلهم يفسر النفس بعلي.
وروى أبو علي الحسن بن علي الصفار | بإسناده إلى علي # قال: (خرج رسول الله ÷ لمباهلة النصارى بي، وبفاطمة، وبالحسن، وبالحسين ... إلخ).
=