[إسناد الإمام لمذهبه في العدل والتوحيد والإمامة عن آبائه عن رسول الله ÷]
  تخاطب سائمة الأنعام، ولو اعترض على الحنفية والشافعية والمالكية وسائر الفرق وقال للناس: لم قالوا في هؤلاء زيدية، وفي هؤلاء شافعية، وفي هؤلاء حنفية، وفي هؤلاء مالكية، وقال لكل واحد: لست حنفياً ولا شافعياً ولا مالكياً، وما دليلك على ذلك؟ ما زاده على: أني اتبعته في مذهبه، ولو قال لحنفي كأبي يوسف أو محمد بن الحسن أو محمد بن شجاع أو عيسى بن أبان أو غيرهم: لست بحنفي، وقد خالفت أبا حنيفة في كذا وكذا لمقته من سمعه من الأنام، وكل عالم انتهى إلى دفع الضرورات فكيف يصح له الإفهام؟!
[إسناد الإمام لمذهبه في العدل والتوحيد والإمامة عن آبائه عن رسول الله ÷]
  وأما إسناد مذهبنا إلى رسول الله ÷ فلا بد لنا من ذكره ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ومنه نستمد العون، ونسأله الثبات في الأمر، والصلاة على النبي وآله، فأقول:
  أخبرني أبي تلقيناً وحكاية بجمل على العدل والتوحيد، وصدق الوعد والوعيد، والنبوة والإمامة لعلي بن أبي طالب # بعد رسول الله ÷ بلا
= فقد تقرر عند أبي الهيصم أن من كان على مذهب سفيان في موالاة أهل البيت وتصويب زيد بن علي في أحكامه، ثم انضاف إلى ذلك الطعن على بعض الصحابة أنه يكون زيدياً خالصاً.
مع أنا لا نسلم هذا القيد الأخير إن كان المراد بالطعن هو السب والبراءة، بل الزيدي من كان موافقاً لزيد في العدل والتوحيد والقول بإمامة علي، سواء حكم بكبر معصية المشائخ أم توقف.
وإن كان المراد بالطعن القول بأن المشائخ أخذوا ما ليس لهم وتخطئتهم، فالزيدية يخطئونهم ولم يفارقهم سفيان إلاَّ في هذا، فليس بزيدي إن صح ما قاله ابن الهيصم عنه بهذا المعنى الأخير للطعن، ونرجوا الله أن يكون سفيان بخلاف ما نسبه إليه.
بل [سفيان] يقول بإمامة علي. فيكون زيدياً خالصاً وبقي السؤال على صاحب (المقالات) فكيف يقول الفقيه على الزيدية المعلوم عند الأمة أنها فرقة مخصوصة من بين الشيعة: ما وجه قولها إنها زيدية؟ والشيعة فمعلوم أنها فرق: إمامية، وكيسانية، وزيدية، وكل فرقة معروفة عند الأمة بصفاتها ومذهبها وتميز كل فرقة عن الأخرى، وكذا تمييز الشيعة من حيث هي عن سائر الفرق؟!. هذا ما لا يخفى ولا يتوجّه في مثل هذا سؤال. تمت.