كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الجواب النزيه على تخاليط مبحث الفقيه]

صفحة 382 - الجزء 2

[الجواب النزيه على تخاليط مبحث الفقيه]

  الجواب:

  أما قوله: «فأقول: مذهب أهل السنة والجماعة، أن الخالق واحد لا شريك له».

  فالجواب: أنا قد بينا أن أهل السنة الذين اتبعوا سنة النبي ÷ ومنهاجه في الاعتقاد والعمل، وذلك بنا أخص أهل البيت ومن طابقنا عليه من الأمة على ما نحكي ذلك إن شاء الله تعالى.

  وكذلك فإن الجماعة هم أصحاب النبي ÷ ونحن أحق من اتبعهم؛ لأنهم يقولون بالعدل والتوحيد، وما ظهر من أحد منهم القول بالجبر إلا عن معاوية اللعين فإنكم على قوله لاتباعكم له في الاعتقاد، وأنتم على جماعته، ترون رأيه، وتحبون ما جرى منه من محاربة علي الإمام المعصوم #، وقائلون إن الأمة أجمعت على إمامته لما تخلى الحسن # عن التصرف وسميتم العام بعام الجماعة، وتعتذرون له حيث قلت: إن له تأويلات منها طلبه بدم عثمان وغير ذلك.

  وأما قوله: «إن الخالق واحد لا شريك له».

  فالجواب: أنه حق لو وقف على أفعاله تعالى.

  وأما قوله: «وأفعال العباد من جملة مخلوقاته فهو مبدعها والقادر على إحداثها».

  فالجواب: أن هذا قول باطل، ومع بطلانه أنه متناقض؛ لأن قوله أفعال العباد يفيد أنه كان قادراً عليها قبل أن يفعلها؛ إذ الفعل هو ما وجد من جهة من كان قادراً عليه، ثم قال: هي من جملة مخلوقاته - يعني الله سبحانه - قال: فهو مبدعها والقادر على إحداثها، فنقض ذلك قوله: إنها أفعال العباد.

[ذكر الفقيه للكسب والإرادة وتعلق الفعل والرد عليه]

  وأما قوله: «وللعبد قدرة متعلقة باكتسابها، وهو مريد لها مختار، وهي تجري على يديه من غير إلجاء ولا إجبار».