[القدرية خصماء الرحمن]
  يبين ذلك أن القضاء والقدر على ثلاثة معان كما قدمنا:
  منها: الخلق، وهذا يختص بأفعاله تعالى.
  ومنها: الإعلام والكتابة، وهذا يعم جميع الأفعال.
  ومنها: الأمر، وهذا يخص بعض أفعال العباد وهي الطاعات؛ فإنه تعالى لا يأمر بالفحشاء فصح لك أن إطلاق هذه اللفظة يجب أن تحمل على ما فيه مدحٌ وحُسْنُ ثناءٍ على الله تعالى، ولا مدح في خلقه سبحانه للقبائح والفحشاء.
[القدرية خصماء الرحمن]
  وأما الخبر الثاني قوله: «وروي عنه ÷ أنه قال: «إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا فليقم خصماء الرحمن ø، فتقوم القدرية»».
  فالكلام منه: أنه خبر صحيح، وقد روي في كتاب الإرشاد المقدم ذكره عن ابن عمر قال، قال رسول الله ÷: «ينادي مناد: أين خصماء الله ø؟ فتقوم القدرية» ذكره عن ابن عمر بطريق آخر، وقال فيه: «إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين خصماء الله ø، وهم القدرية» لكنا قد بينا أن المجبرة هم القدرية، وأنهم بهذا الاسم أحق، وهم به أليق، وبينَّا وجوهاً من المضاهاة بينهم وبين المجوس، ولا شك أنهم مع ذلك خصماء الرحمن؛ لأنه لو قيل للكافرين لم لا تسلمون والله قد دعاكم إلى للإيمان وبعث إليكم الأنبياء $ لتؤمنوا؟ ناضل القدرية عنهم وخاصموا الله تعالى في ذلك بأنه سبحانه خلق فيهم الكفر وجعلهم كافرين؛ فيجعلون إرسال الله تعالى الرسل إليهم هزلاً، وإنزال القرآن عبثاً، ويسقطون الأمر والنهي، ويبطلون الثواب والعقاب؛ فأي خصم أشد خصومة منهم، صرف الله كيدهم عن المؤمنين أجمعين، آمين.
[القدرية يسحبون في النار على وجوههم ورواية الإمام له بسنده إلى زيد بن علي (ع)]
  وأما الخبر الثالث، قال: «وروي أن النبي ÷ قال في قوله تعالى: {يَوْمَ