[الكلام في اشتقاق اسم القدري وإضافته وما يلزم الفقيه على مذهبه]
  فالجواب: أنا لا نجحد أنه سبحانه قدر أفعاله بمعنى أنه خلقها مقدرة بالمصلحة من غير زيادة فيكون عبثاً، أو نقصان فيكون نقضاً للغرض بالتكليف.
  وأما قوله: «على أنه سبحانه أثبت القدرة لنفسه وهو صادق فيه؛ لأن له الخلق والتقدير، وأنتم كاذبون في دعواكم الخلق والتقدير لأنفسكم ونفي ذلك عن الله تعالى، وهذا اسم إنما يتناول الكاذب في القدر، فوجب تسميتكم به دون الناس».
  فالجواب: ما قد بينا قبل هذا أن من تسمى بصناعة وهو كذاب في أنه يحسنها لا يسمى بأنه صانع ولا غيره من الخلق فلا معنى لإعادته، فالسؤال باق عليكم في تسمية الباري تعالى قدرياً على طريقتكم الفاسدة.
  وأما قوله: «فإن قيل: فيجب أن يلزمكم هذا الاسم لأنكم تكثرون ذكر القدر والقول بأن كل شيء بقضاء الله وقدره. قيل: نحن محقون صادقون في هذا القول، ونثبت الخلق والقدر لله تعالى كما أثبته لنفسه فلا يجب تسميتنا بذلك، ولو وجب ذلك لوجب أن يكون الله سبحانه قدرياً لقوله: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ}[يس: ٨٣]، ولقوله: {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٤٧}[آل عمران]، وأن يكون النبي ÷ قدرياً لقوله: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا}[الأعراف: ١٨٨]، وما في معنى ذلك مما يكثر تعداده.
  ولما كان هذا باطلاً ثبت أن هذا الاسم لازم لكم لادعائكم لأنفسكم الكذب الذي لا أصل له من خلق أعمالكم وتقديرها، أو لانفرادكم بها دون خالقها، ولزمكم هذا الاسم قياساً وشرعاً وفعلاً واشتقاقاً».
  فالجواب: أنه ما تخلص مما أورد على نفسه من كونه قدرياً؛ للهجه بذلك واشتغاله به عند كل حادثة من خير وشر، وحسن وقبيح.
  وأما اعتلاله في أنه لا يلزمه اسم القدر لكونه صادقاً. فالجواب: أن الأمر