كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[رواية أحداث السقيفة]

صفحة 459 - الجزء 2

  هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصرة.

  قال هشام: عن أبي مخنف، قال: قال عبدالله بن عبد الرحمن: وأقبل الناس من كل جانب، وكادوا يطأون سعد بن عبادة، فقال أناس من أصحاب سعد: اتقوا سعداً لا تطأوه، فقال عمر: اقتلوه قتله الله، ثم قام على رأسه فقال: لقد هممت أن أطأك حتى يندر عضوك، فأخذ قيس بن سعد بلحية عمر ثم قال: والله لو حصصت به شعرة ما رجعت وفيك واضحة، فقال أبو بكر: مهلاً مهلاً يا عمر هاهنا الرفق أبلغ، فأعرض عنه عمر.

  فقال سعد: أما والله لو أن لي من قوتي ما أقوى على النهوض لسمعت مني في أقطار المدينة وسككها زئيراً يحجرك وأصحابك، أما والله إذاً لألحقنك بقوم كنت فيهم تابعاً غير متبوع، احملوني من هذا المكان؛ فحملوه فأدخلوه داره.

  وترك أياماً، ثم بعث إليه: أن أقبل فبايع، فقد بايع الناس، وبايع قومك، فقال: أما والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبلي، وأخضب منكم سنان رمحي، وأضربكم بما ملكته يدي، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي، فلا أفعل، وايم الله لو أن الجن اجتمعت لكم مع الإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي، وأعلم ما حسابي؛ فلما أتي بذلك أبو بكر، قال له عمر: لا تدعه حتى يبايع.

  فقال بشير بن سعد: إنه قد لجَّ وليس بمبايعكم حتى يقتل، وليس بمقتول حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته، فاتركوه فليس تركه يضركم، إنما هو رجل واحد؛ فتركوه وقبلوا مشورة بشير بن سعد واستنصحوه لما بدا لهم منه.

  فكان سعد لا يصلي بصلاتهم، ولا يجتمع معهم، ويحج ولا يفيض معهم بإفاضتهم؛ فلم يزل كذلك حتى هلك أبو بكر.

  هذه رواية الطبري تأملها أيها الفقيه بعين الإنصاف إن كنت من أهله.

  قال: حدثني عبيد الله بن سعد، قال: أخبرني عمي، قال: أخبرني سيف بن