[نكتة في سكوت أمير المؤمنين (ع)]
  عمر، عن سهل، وأبي عثمان عن الضحاك بن خليفة، قال: لما قام الحباب بن المنذر انتضى سيفه وقال: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، أنا أبو شبل في عريسة(١) الأسد يعزى إلى الأسد؛ فحامله عمر فضرب يده فبدر السيف فأخذه فوثب على سعد، ووثبوا على سعد، وتتابع القوم على البيعة، وبايع سعد، وكانت فلتة كفلتات الجاهلية قام أبو بكر دونها.
  وقال قائل حين وطئ سعد: قتلتم سعداً؛ فقال عمر: قتله الله فإنه منافق، واعترض عمر بالسيف صخرة فقطعه.
  حدثني عبيدالله، قال: أخبرني عمي يعقوب بن إبراهيم، قال: أخبرني سيف بن عمر، عن ميسرة عن سالم، قال: قال سعد بن عبادة يومئذ لأبي بكر: إنكم يا معاشر المهاجرين حسدتموني في الإمارة، وإنك وقومي أجبرتموني على البيعة؛ فقال أبو بكر: إنا لو أجبرناك على الفرقة فصرت إلى الجماعة كنت في سعة، ولكنا أجبرناك على الجماعة، فلا إقالة فيها؛ لئن نزعت يداً من طاعة أو فرقت جماعة؛ لأضربن الذي فيه عينيك.
[نكتة في سكوت أمير المؤمنين (ع)]
  نرجع إلى حديث علي # ونقول أيضاً: أنه لولا أمر رسول الله ÷ له بالسكوت إلى أن يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين لكان له أن يطلب بحقه، ولو أدى إلى تلف نفسه؛ فقد فعل ذلك جماعة من أولاده - عليه وعليهم السلام - فلم يكن سكوته # خشية من الموت، ولا رضا بما فعل القوم من الاستبداد بالأمر دونه #.
  وأما إطراؤه في حق أبي بكر بقوله: «أتظن أن أبا بكر وثب على هذا الأمر مفتلتاً على الأمة خادعاً لها متسلطاً عليها، أتراه أملح أحلامها، وأزاغ أبصارها،
(١) قال في لسان العرب: والعِرِّيسَة والعِرِّيس: الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ، وَهُوَ مأْوى الأَسد فِي خِيسه. اهـ (٦/ ١٣٦).