[تقسيم الأخبار الواردة عن الله ورسوله في الاستحقاق والوقوع]
  عنهم في تلك الحال ولم يعلم ما عاقبتهم؛ فهذا هو الشرك الصراح، والكفر البواح، ولكن ينبغي أن لا يضيع الوقت بالحديث مع إنسان هذا حاله، وإلى تكذيب الله وتكذيب رسوله قصده ومآله؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون يدعي هذا الرجل أنه من أهل العدل والتوحيد، ثم يكذب الله تعالى في أخباره، والرسول ÷ في مقالته».
[تقسيم الأخبار الواردة عن الله ورسوله في الاستحقاق والوقوع]
  فالجواب: أن ما أخبر الله سبحانه وتعالى به، وكذلك رسول الله ÷ ينقسم؛ فمنه ما يتعلق بالاستحقاق، ومنه ما لا يتعلق بالاستحقاق، بل بوقوع المخبر عنه في المستقبل سواء كان حسناً أو قبيحاً، فهذا القسم الأخير يكون مخبَره كما أخبر؛ لأن خلافه يكشف عن الكذب - تعالى الله عنه - وذلك مثل قوله: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}[الفتح: ٢٧]، ومثل ما أخبر به النبي ÷ في عمار، وقتال علي # للناكثين والقاسطين والمارقين، وذلك مما يدل على أنه معجزة بالإخبار عن الغيوب.
  وأما القسم الأول وهو الإخبار عن المستحق فهو لا يخلو إما أن يكون إخباراً لمن ثبتت عصمته والقطع على مغيبه وأنه لا يأتي بمعصية تحبط المستحَق مما وعد به، فهذا يقطع على وقوع المخبر عنه لا محالة؛ لأن الإخبار وقع عن عاقبة الأمر ومصيره ومآله، ولم يكن هنالك ما يجوز خروجه عن استحقاق؛ لأن العصمة قد منعت من ذلك، مثل ما ثبت لأمير المؤمنين # من هذه الإشارات بالأخبار والآيات بالترضية من الله ø، واستحقاق الجنان.
  وإما أن تكون البشارة والأخبار لمن يستحق في الحال الجنة أو النار، فهذا أيضاً لا يخلو إما أن يستقيم حاله على ما وقع به الأخبار جزمنا بدخول الجنة أو النار.
  وإما ألا يستقيم على الحال التي وقع عندها الاستحقاق بأن يتوب الكافر أو الفاسق فيستحق الجنة بعد استحقاقه النار، وكذلك بأن يعصي المؤمن فيستحق