كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[فضل العترة بالنسب النبوي]

صفحة 477 - الجزء 2

  إليه سواه، واعتل لذلك بما هو داخل في القدح وأعظم في باب الفحش.

  فقال [الفقيه]: لما تضمنت هذه الرسالة من الخطأ الفاحش، واللحن المتفاحش، ولا شك أن اعتلاله لذلك مدخول، وعذره عند الله ø وعند أهل بيت النبي ÷ والصالحين من بريته غير مقبول؛ لأنه عاب غير المعيب، وضرب بسهم فيما ليس له فيه نصيب، وكان أولى به أن يسأل من يختبر حال معرفتنا في علم الأدب ليكون ذلك إلى شهرته عند من يعلم خلاف قوله أقوى، لقد كنت أرغب بالإمام أن يكون أكثر ما في تلك الرسالة من نقله، وأظن أن تلك السبيل ليست من سبله، لكون الحال كما ذكرت، والأمر على ما وصفت، وكان يقع عندي أنه على مذهب سلفه الماضين وتابع لجده سيد المرسلين؛ فإذا هو مقلد لشيوخه المتأخرين، تارك لما جاء به خاتم النبيين، ولست أحتاج بعد مشاهدة تصنيفه، والوقوف على تأليفه أن أسأل عن حاله سواه، ولا أرضى بالإخبار عن علمه إلا إياه، ولقد صنف رسالته التي سماها النافعة⁣(⁣١)، وأخطأ فيها في عدة مواضع تلاوة، وخطاً، وإعراباً؛ فدع التحجج بما لا طائل، ودعوى الاتفاق من غير حاصل».

  فالكلام في ذلك: أن مثل كلامه هذا قد ورد من إخوانه في القرآن الكريم الذي ذكره العزيز الحميد بقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ٤١ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ٤٢}⁣[فصلت]، فقالوا: إن فيه اختلالاً في لفظه ومعناه، ولحناً وتكراراً واختلافاً، والله يشهد إنهم لكاذبون.

  وقد أوضحنا للفقيه أنه نقد غير منقود، وعاب غير معيب؛ إذ لم يضرب في علم الأدب بأوفى نصيب، بل أخذ ما حمله على تجهيل أهل العلم فجهل؛ فكن


(١) الرسالة النافعة بالأدلة القاطعة في فضائل أهل البيت $ والرد على بعض الفرق المخالفة من الباطنية والمطرفية، تأليف الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #، طبع ضمن مجموع رسائل الإمام المنصور بالله إصدار مؤسسة الإمام زيد بن علي # الثقافية.