[مباحث هامة حول الحدوث وصفته وتعدده]
  مجراه، والآخر ليس كذلك، وهو دخول في باب فيه غموض عند كثير من أهل هذا الشأن فكيف بمن لم يضرب فيه بنصيب؟
  وأما قوله: «وجعل الحركة حركة وسكوناً».
  فهذا أيضاً لا يصح لأن الحركة والسكون اسمان لمعنيين مختصين بحالة البقاء دون الحدوث وفي حال(١) البقاء قد خرج المقدور عن التعلق بالقادر(٢)،
= المسألة أن تكون المعدومات ذواتاً؛ وذلك لأن المرجع بالمسألة - على قولنا - إلى صحة حدوث المعدومات؛ لأنَّا نقول: مقدور الباري هو حدوثها، وهو متوقف على صحة حدوثها؛ إذ لو استحال حدوثها لم تتعلق قدرة الباري بها.
فالحدوث صفة تامة [لتوقف صحة تعقلها على تعقل] [في الأصل: (مع تعلقها لتعلق الذات ... إلخ)] الذات فقط.
وصحة الحدوث حكم يتوقف تعقله على تعقل المعدومات والحدوث الذي هو صفة الوجود الجاري مجرى غيرها.
والمرجع بها - على قول الفقيه -: إلى صحة كون المعدومات معلومة؛ لأنه يقول: مقدور الباري كون المعدومات ذواتاً، والحال أنه تقرر أن الذات هي المعلوم، والمعلوم هو الذات، فهما بمعنى.
فكون الذات ذاتاً هو المقدور مع كونه صفة أيضاً يرجع إلى صحة كونها ذاتاً؛ إذ لو استحال لم تتعلق قدرة الباري به.
بمعنى: كون المعلوم معلوماً هو المقدور، وهو يتوقف على صحة كونه معلوماً؛ إذ لو استحال ذلك لم يكن مقدوراً، فصحة كون المعدومات ذواتاً حكم؛ لأنه يتوقف تعقله على تعقل المعدومات وعلى تعقل كونها ذواتاً، الذي هو صفة، والأحكام والصفات من مزايا الذات.
فثبت أن المعدومات ذوات على كلا القولين في أصل المسألة، فقد آل كل منهما إلى ذلك، تأمل. تمت، والله أعلم.
(١) قوله: وجعل الحركة حركة وسكوناً هذا على ظاهر كلام الفقيه أنه جعلهما على الإطلاق يقتضي أنه جعل ذلك مقارناً لجعل الذات ذاتاً، وأما إن حمل كلامه على أنه جعل الحركة والسكون مع بقاء الذات فهو صحيح وقول الإمام: وفي حال البقاء قد خرج المقدور قد حمل الإمام كلام الفقيه على أنه ككلام أصحابه الأشعرية الذين لا يفرقون بين الحركة والتحرك ويجعلون الصفات نحو كونه متحركاً بالفاعل مكانه. قال: وجعل الجسم متحركاً وساكناً أما لو كان يثبت المعاني التي هي نحو الحركة المقتضية وهي كونه متحركاً فلا يرد عليه ذلك؛ فتأمل، انتهى إملاء الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٢) قال ¦ في التعليق: يعني وأمَّا الحدوث فإنه يختص بحالة الكون المطلق، وهو ليس بحركة ولا سكون، لأنه أول كون للجوهر، فإن بقي الجوهر وقتاً بعد وقت حدوثه، ولم ينتقل عن جهته، فسكون، وإن انتقل فحركة، يحصلان [كذا في الأصل، ولم أفهم معنى كلمة: يحصلان]، =