كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الداعي الذي دعا الله إلى فعل أفعاله]

صفحة 582 - الجزء 2

  خيفة الاحتجاج عليه بها من قوله: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ١٦٠}⁣[الأنعام]، وبقوله: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}⁣[الزلزلة].

  وأما قوله: «ولم يرد أن لا يظلم بعضهم بعضاً».

  فالجواب: أنه تعالى قد نهى عن الظلم، وتوعد عليه، قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ٦٥}⁣[الزخرف] فكيف يكون تعالى مريداً لما نهى عنه، والنهي لا يكون نهياً إلا بكراهة المنهي عنه كما أن الأمر لا يكون أمراً حقيقة إلا بإرادة المأمور به على ما قدمنا.

  فلو كان تعالى مريداً للقبائح، وهو تظالم العباد مع نهيه عنها لكان مريداً للشيء الواحد كارهاً له، وذلك محال، والمتصل بهذا قوله: وأما استدلاله على إرادة الواقع من العباد بقوله تعالى: {وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ}⁣[البقرة: ٢٥٣].

  * * * * * *

  إلى هنا انتهى الجزء الثاني من كتاب الشافي،

  بمنِّ الله العزيز الكافي،

  فله الحمد كثيراً

  ويليه الجزء الثالث أوله: ،

  الحمد لله المحمود لنعمته

  المعبود لقدرته