[الكلام حول معاوية وأشياعه وتكفير الفقيه للشيخ محيي الدين والجواب عليه]
  مَا ضَرَّ تَغْلِبُ وَائِلٍ أَهَجَوْتَهَا ... أَمْ بُلْتَ حَيْثَ تَنَاطَحَ الْبَحْرَانِ
  وقال الشاعر:
  وَهَبْنِي قُلْتُ هذا الصُّبْحُ لَيْلٌ ... أَيَعْمَى الْعَالَمُونَ عِنِ الضِّياءِ
  وقال الشاعر:
  مَا يَضُرُّ البَّحْرَ أَمْسَى زَاخِراً ... أَنْ رَمَى فِيْهِ غُلامٌ بِحَجَرْ
  مما رفعوه من طريق مسعدة بن صدقة يرفعه إلى أبي عمرو بن سعد، عن أبي مخنف، عن زكريا بن الحارث، قال: قام فينا علي بن أبي طالب # خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، وكنت تحت المنبر حين حرض الناس على حرب معاوية وأحزابه؛ ثم قال:
  (سيروا إلى أعداء السنن والقرآن، سيروا إلى حرب محمد ÷، سيروا إلى المؤلّفة قلوبهم، كيما يكفوا عن الإسلام بأسهم، سيروا إلى القوم الذين كان إسلامهم كرهاً وخوفاً، وطمعاً في الأموال، فطال والله ما صدوا عن سبيل الله، وكفوا(١) يد الإسلام عوجاً، وتحزبوا وتحالفوا على رسول الله ÷ وعلى المسلمين، ووضعوا لهم المراصد والمسالح، وجنحوا إليهم بالمناسر(٢)، ورموهم بالكتائب، وصدوا الرسول عن المسجد الحرام، وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس، وأطفوا نور الله حتى ظهر أمر الله وهم كارهون، وايم الله ما زلنا لهم على الإسلام متهمين، حتى نجمت الأمور التي ترون).
  فأخبرنا أيها الفقيه العالم، من أعداء السنن والقرآن؟ ومن قتلة المهاجرين والأنصار؟ ومن حرب محمد ÷؟ ومن هو على الإسلام متهم؟ ومن يعيره
(١) كفوا: أي ردّوا؛ قال في مختار الصحاح: كفه عن الشيء فكف وهو يتعدى ويلزم وباب الكل ردَّ.
(٢) المنسر كمجلس منقار الطائر، ومن الخيل ما بين الثلاثين إلى أربعين، أو من الأربعين إلى الخمسين، أو إلى الستين، أو من المائة إلى المائتين، وقطعة من الجيش تمر قدام الجيش الكثير. انتهى من القاموس.