[ذم الفقيه لعمرو بن عبيد ونسبته العجز للإمام]
[ذم الفقيه لعمرو بن عبيد ونسبته العجز للإمام]
  ثم قال: «وأما قول القدري: وأما إشارته إلى ذم عمرو بن عبيد، فلم(١) يجرمني ما ذكر، لكن صاحبنا كلما خطر بباله أورده، وكلما رأى خيالاً قصده، يحسب كل بيضاء شحمة، وكل سوداء تمرة، وهذا من أشراط الساعة، ودليله الحديث الذي روي عن النبي ÷: «إذا أسند الأمر إلى غير أهله، فانتظروا الساعة».
  ثم قال: وأما قوله [أي محيي الدين]: وأما بيان المسائل فلم يتركه # لجهل ولا غفلة، بل لظن كذا. فأقول(٢): هذا كلام ساقط، ولم يترك إمامه الجواب عن قصد واختيار، ولكن لعجز واضطرار.
  وقول القدري: وغالب الظن أن هذا المورد كذا، فلقد(٣) عاب غير معيب، ودخل في شيء ليس له فيه نصيب، ولكنه أراد الإرجاف على من عنده من الجهال والأجلاف، ليقال: إنه قد أجاب، ولم يفرق بين الخطأ والصواب، وقد بان أنه الذي ولج التيار بغير آلة؛ فالتباب إذاً عليه لا محالة.
  وقوله في كلامه [أي محيي الدين]: التباب عليه لا له؛ فكلام(٤) رجل غير بصير، وهل يقال عليه التباب لا له؛ لكن هذا كلام جاهل لا يميز ما قاله».
  فالجواب: أما ما أنكره من إشارته من ذم عمرو بن عبيد، فإنما ذكر ذلك له لأنه قال: إما أن يتركوا الاعتزاء إلى زيد بن علي وينتسبوا إلى عمرو بن عبيد، وهو في كلامه هذا، إما أن يعتقد أن الحق مع زيد بن علي # دون عمرو بن عبيد؛ فيصح أنه أشار إلى ذمه.
(١) بداية كلام فقيه الخارقة.
(٢) بداية كلام فقيه الخارقة.
(٣) بداية كلام فقيه الخارقة.
(٤) بداية كلام فقيه الخارقة.