[جواب الإمام المنصور بالله # على انتقادات الفقيه في أخطاء الكتابة]
  بلا خلاف، ولقد كذّبتم كتاب الله وسنة رسوله ÷، وأغلقتم على الله باب رحمته، وحكمتم على عباد الله باليأس والقنوط، وذلك واقع بكم إن شاء الله دون غيركم، والقول بأن المعاصي تحبط الطاعات، ليس بأولى من القول بأن الطاعات تحبط المعاصي، بل القول بإحباط المعاصي أولى، لقوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ٨٩}[النمل]، ولقوله: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}[هود: ١١٤]، ولقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء: ٤٨]، وغير ذلك من الآيات.
  ولقول النبي ÷ في الحديث المشهور: «صيام يوم عرفة كفارة سنتين، سنة قبلها ماضية، وسنة بعدها مستقبلة» أفلا ترى أن حسنة واحدة أحبط سيئات كثيرة، بل أحبطت حسنة سابقة سيئة لاحقة.
  ولقول النبي ÷: «من هم بسيئة واحدة فلم يعملها كتبت له حسنة، وإن عملها كتبت له سيئة واحدة»، وغير ذلك مما لو أردنا إحصاء بعضه لخرج عن الحصر.
  ومن قال: صاحب الكبيرة يخلد في النار، بشرط تخفيف العذاب عنه؛ يعارضه قول من قال: بأنه يخلد في الجنة، بشرط حطه عن درجة المطيعين، بسبب إيمانه بسائر طاعاته، والطاعة لو أحبطت كيف أثرت في التخفيف والتخليد، كيف يجوز في العدل على عمل مقدر بوقت مؤقت عندكم، وتخليد الكافر في النار لم يدرك عقلاً، وهو لم يكفر إلا مائة سنة مثلاً، فهلا يقدر التعذيب بمائة سنة، أفمن غصب مائة دينار، وأخذ منه مائتا دينار كان عدلاً.
[جواب الإمام المنصور بالله # على انتقادات الفقيه في أخطاء الكتابة]
  فالجواب: أما منقوده بإثبات النون في يصيران، فقد أفردنا لمناقيده جواباً يخصها، وأريناه أنه قد كثر عثاره في رسالته، ولحن لحناً فاحشاً، وخَطَّأ فأخْطأ في تخطئته، وأتى بجنس ما عاب مع شدة احتراسه، وأفردنا لذلك باباً، وبينا بياناً شافياً،