[جواب الإمام المنصور بالله # على انتقادات الفقيه في أخطاء الكتابة]
  من أشياء مخصوصة ليس هذا أحدها، ولا هو من جملتها.
  ومن ذلك قولك: «مع كونه راوي(١) الحديث» ماذا تريد براوي الحديث؟ وما عندك فيه من الحديث؟ إن أردت به الرواية، فلقد غويت أشد الغواية، وإن أردت به سوى ذلك فأوضحه، وإن تحصلت منه بحال فبينه.
  ومنها: ما أتيت به في الخبر الذي وقفت: «وأجمعنا سبعون رجلاً» بم ترفع سبعون، وأين علمك المكنون؟
  ومن ذلك قولك: «فلم يكلفهم التكليفات ويبتليهم» بأي حال أثبت الياء في يبتلي؟ فلقد ملت عن الصراط المستقيم، وفي نقدك فليتول علي بن أبي طالب # قلت: فأثبتَّ الياء في يتولى، يا جاهل يا سفيه.
  ومن ذلك ما أتيت به في حكايتك عن زيد بن علي #: «ومن دمعيت عيناه» لم أثبت الياء في دمعيت؟ أم تريد أن ذلك لغة في دمعت؟ فلقد سُدَّت عنك أبواب الخير وغُلِّقت، أم تريد أن الخبر مسموع؟ فلم يرو هكذا، يا قليل الخير وكثير الأذى.
  ومن ذلك كتابتك «الإسماعليلة»؛ هل هذا عندك من آداب الكتابة التي أحكمت فصولها؟ أم من فنون الإصابة التي أصلت أصولها؟
  ومن ذلك قولك: «وأمر الله إياه بذبح ولده»، وقد تقدم الكلام في (إيّا) وفي حكمه؛ فأين فائض علمك الغزير فهماً؟ فليته اشتغل بما يعنيه وكان اشتغاله بذلك يغنيه.
  ومن ذلك قولك: «وظن أنا نعترف له مع ذلك فضلاً، ونجيب دعوته ونراها حقاً وعدلاً، وهيهات فمن دون ما رامه سناناً ونصلاً» ثم نصب نصلاً وسناناً، فليظهر في ذلك بياناً.
(١) كأن الإمام # أراد إذا أراد الفقيه أن راوي الحديث منسوب إلى الرواية فقد غوي أشد الغواية لأن النسبة إليها روائي، انتهى من هامش الأصل باختصار من خط القاضي العلامة محمد بن يحيى مرغم ¥.