[إخراج العترة (ع) من الأمة يقتضي التعظيم]
  أقبح هذا التقحم وأفضعه، وما أبعده عن الحق وأشنعه، وأقبح شيء منه؛ أنه قد أخرج العترة من الأمة، فقال إجماع الأمة أو العترة».
  فالجواب: أن الغرض بإجماع الأمة والعترة، على أن من استحق الحد على سبيل الخزي والنكال؛ فإنه يستحق العقاب على تلك الحال، وأنه ما وقع الاستخفاف والإهانة له والجلد والقطع، وعاد له حسنة تسقط شيئاً من ذلك، وقد بينا ذلك مفصلاً.
  وموضع الإجماعين، فهو على أن الحد يَنْزِل بمستحقه على سبيل الخزي والنكال، هذا هو المراد به؛ ثم يُسْتَدل بإنزاله على ذلك الوجه، على أنه ما نزل به وهو مع ذلك يستحق شيئاً من الإعظام، والإجلال؛ لأن المؤمن المستحق للجنة؛ يستحق المدح، والتعظيم، والتبجيل، ويحكم بعدالته، وصحة شهادته، وإمامته في الصلاة في دار الدنيا.
  ولا يجوز أن يستخف به، أو يهان، أو يلعن، أو ترد له شهادة، وفي الآخرة يعظم، ويبجل، ويكرم، ويدخل الجنة مع النبيين، والملائكة المقربين.
  فذكر الإجماعين إنما تناول ما ذكرنا، من إنزال الحد على وجه العقوبة، والنكال، والإهانة، والاستخفاف، ووجه دلالة إيقاع الحد على هذا الوجه، على أنه يستحق العقاب لما ذكرنا من تنافي الأحكام، لا لأجل أن فعله كبيرة محبطة، أو صغيرة مكفرة؛ فما هذا التلبيس من الفقيه، الذي لم يخف عواره، بل ظهر بواره، وانتهكت أستاره.
[إخراج العترة (ع) من الأمة يقتضي التعظيم]
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «وأقبح شيء منه أنه قد أخرج العترة من الأمة».
  فالجواب: أن الفقيه لقلة علمه اعتقد التحسين تقبيحاً؛ بل أخرج العترة من الأمة تعظيماً وتشريفاً، بأن إجماعها حجة على الانفراد، ولو لم تقل بما قالت به سائر الأمة، فقامت مقام الأمة بأسرها في باب الحجة، فكيف يعد الفقيه هذا