كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حوار حول كتاب مصباح الشريعة لجعفر الصادق (ع)]

صفحة 241 - الجزء 3

  قبيحاً، وهو نهاية الشرف والرفعة، وسنبين له ذلك مفصلاً عند الحاجة إليه في باب الإمامة، ونستدل عليه هنالك، بما لا سبيل إلى دفعه إن شاء الله تعالى.

[حوار حول كتاب مصباح الشريعة لجعفر الصادق (ع)]

  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «وأما ما رواه القدري⁣(⁣١) عن الصادق جعفر بن محمد @ في كتاب مصباح الشريعة، فأوهم أن لجعفر # مصنفاً يسمى مصباح الشريعة، وليس الأمر كذلك».

  فالجواب: أن الفقيه جرى في ذلك على عادته المألوفة من أن ما لم يعرفه حَكَم - لسعة علمه - على أنه لم يكن ولا قائله بصادق، وجعل مصباح الشريعة من ذلك، وهو كالشمس في الظهور، يعرفه الموالف والمخالف، ما خلا الفقيه الخالف.

  وهو في الوعظ والتذكير، وعلم المعاملات من الصالحين، وهو من أجل الكتب في هذا الفن، ولقد بلغ إلينا من جملة الغنائم من المهجم⁣(⁣٢) ونواحيه، ولا يحصي عدد نسخه في الدنيا اليوم إلا الله، وإن في إنكارك هذا لسلوة؛ لأن في انتهائك إلى هذا أسوة فيما يبدو منك من إنكار الضروريات، وسوء الأدب وقلة الحياء والجفوة.

  وقد عرفه سوى الفقيه، وليس جهله ينافيه، وزاد الفقيه على قول علي #: (من جهل شيئاً عابه)؛ لأن الفقيه يقول: من جهل شيئاً نفاه! وقد فعل ذلك.

  وأعجب من جهله أنه قال: «فإن كنت أيها القدري ممن يعرف، فأخبرني من أول من صنف؟ وما أول ما صُنف؟».


(١) سبقت الرواية في (بحث حول تقدم الشيخين).

(٢) المَهْجم: كانت مدينة عامرة من أمهات مدن الجزء الشمالي من تهامة بل عاصمة، بها مسجد جامع كان يحوي من القباب ما ينوف على (٣٠٠)، وتقع على نهر سردد، وهي اليوم مقفرة موحشة. انتهى باختصار من هامش صفة جزيرة العرب.