[وجه الشبه بين الفقيه وأشباهه من أهل الكتاب]
  وقال الضرير، وله رب لا ينساه فيما فعل فيه الفقيه الجاهل:
  فيَا موتُ زُرْ إنَّ الحياةَ ذَمِيْمَةٌ ... ويا نَفْسُ جدِّي إنَّ دَهْرَكِ هَازِلُ
  فصلحه الفقيه، ولا يستنكر ذلك من غشمانه:
  فيا موتُ زُرْ إنّ الحياةَ ذميمةٌ ... ويا نَفْسُ جِدِّي إنَّ نَجْمَكِ آفِلُ
  فجعل الضرير بمقتضى علمه هازل في مقابلة جدي؛ لأن الهزل نقيض الجد؛ فقال: إن نجمك آفل؛ فلو كان الضرير حياً، وقد ضامه بهذه العظيمة، لصنف فيه أضعاف ما صنف في الشاحج والصاهل(١)، وجعله عبرة للشعوب وللقبائل، وقد ذكرنا ما قال على حبلته، ليفضحه علماء مقالته، ففيهم العلماء في الأدب المبرزون في فنونه، المحيطون بالأكثر من شجونه:
  فَلَو أَنِّي بُلِيْتُ بِهَاشِمِيٍّ ... خَؤُولته بنو عَبْدِالمدانِ
  صَبَرْتُ على عَدَاوَتهِ ولكنْ ... تَعَالَوا فانْظُروا بِمَنِ ابْتَلانِي(٢)
(١) الشاحج: البغل والحمار. والصاهل: الفرس. وهو كتاب لأبي العلاء المعري - وهو المقصود بقول الإمام عبدالله بن حمزة #: (الضرير)؛ لأنه كان أعمى - وهذا الكتاب يتكلم فيه على لسان فرس وبغل، ومقداره أربعون كراسة.
(٢) قال ¦ في التعليق: بنو عبد المدان من رؤساء اليمن. وكان مِمَّن قتله بسر بن أرطأة أيام معاوية لَمّا بعثه إلى اليمن لقتل شيعة علي: عبدالله بن عبد المدان، وقتل ابنه مالك وابني بنته ابني عبيدالله بن العباس، وقال عبدالله بن جعفر يرثي عبدالله وابنه:
ولو أني تعففني قريش ... بكيت على بني عبد المدان
فلعلَّ هذا وجه الخؤولة. تمت. من (نثر الدر المكنون)، والله أعلم. وقال أبو جعفر الطبري في تاريخه: إن السفاح ولى خاله زياد بن عُبيد الله بن عبدالله بن عبد المدان، مكة والطائف. وأمَّا ابن أبي الحديد فقال عن أرباب السير: إن أم ولدَيْ عُبيد الله بن عباس جويرية ابنت خالد بن قارط الكنانية. ثم قال: وقتل بسر عبدالله بن عبد المدان وابنه مالكاً، وكان عبدالله صهراً لعُبيد الله بن العباس. تمت من (شرح النهج) له، والله أعلم. وقد تقدم للإمام أن أم عبدالله بن محمد بن علي السفاح ريطة بنت عُبيد الله بن عبدالله بن عبد المدان. وعبد المدان هو ابن الريان بن قطن بن زياد بن الحرث بن مالك بن ربيعة بن مالك بن كعب بن الحرث بن بجيلة بن خالد، وبه يضرب المثل في العز والشرف، وفيه يقول =