كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[وجه الشبه بين الفقيه وأشباهه من أهل الكتاب]

صفحة 280 - الجزء 3

  وقد كنا أضربْنا عن مناقضة الأجوبة؛ لما وقفنا على دامغته⁣(⁣١) المعجبة، وأنه رأى نقطة تحت المرحل فقصر وطول، وكثر وقلل، وقال إنه بالحاء وليس بالجيم، وقطع على أمر أصله الترجيم⁣(⁣٢)، قلنا جاهل لا يجارى، وسفيه لا يمارى:

  أَبْذَا إِذَا نُوْدِيَ مِنْ كَلْبٍ ذَكَرْ ... أَعْقَدَ⁣(⁣٣) يَعْدُو بَوْلَهُ على الشَّجَرْ

  فلما أجابه الشيخ محيي الدين - أيده الله تعالى - ورسالته موجودة ما فيها شيء مما ذكر، تفلت إلينا تفلت الحمس البَرِم⁣(⁣٤)، وحمل علينا حملة الفيل المغتلم؛ كأنه لا يشفيه من قرمه، ولا يطفي سورة نهمه، إلا لحوم أولاد النبيين، وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين.

  ثم قال: «وقوله: فبماذا يفرق بين العاقل والجاهل؛ فأول جهل فيه أنه كتب فبم بإثبات الألف، ولم يفرق بين الاستفهام والإخبار، ولكنه في معزل عن ذلك لطعنه على السادة الأبرار».


= القبط الشاعر:

شربت الخمر حتى قيل إني ... أبو قابوس أو عبد المدان

وقال حسان:

كأنك أيها المعطى بياناً ... وجسماً من بني عبد المدان

وبنوه أشراف اليمن، والمدان في الأصل صنم. تمت (شرح المقالات). وفي رواية ابن الأنباري بسنده إلى أبي مخنف: ان بسراً أتي بابني عُبيد الله بن العباس وهما صغيران، فذبحهما، فقالت أمهما عائشة بنت عبد المدان: ها من أحس بابني الذين هما ... إلخ الأبيات. ذكر هذا ابن عبدالبَّر في (الاستيعاب).

وذكر في ترجمة عبدالله بن عبد المدان: قال الطبري: وفد على النبي ÷ في وفد بني الحرث بن كعب فقال له: من أنت؟ قال: أنا عبد الحجر، قال: أنت عبدالله، فأسلم. وكانت ابنته عائشة عند عُبيد الله بن العباس، وهي التي قتل ولديها بسر بن أرطأة. تمت (استيعاب) لابن عبدالبَّر.

(١) الدامغة: هي الرسالة الأولى لفقيه الخارقة والتي رد بها على الإمام، والخارقة رد بها على الشيخ محيي الدين.

(٢) الترجيم من رجَّم: تكلم بالظن.

(٣) الأعقد: الكلب أو الذئب الملتوي الذنب.

(٤) الحمس الشجاع، والبرم الضجر والمغتلم الهائج. انتهى نقلاً عن الأم.