[الشكوى من التقدم على أمير المؤمنين لا يدل على السب]
  وجوابي له في هذا قد تقدم.
  ثم قال: «وأما استشهاده(١) بقول القائل: قد أفلح السالم الصموت؛ فلو أنه وعظ بهذا أولاً إمامه، لكان قد أراح واستراح، أو لو أنه تبع قوله لسلم من الإكذاب، واعتمد على الروايات الصحاح.
[الشكوى من التقدُّم على أمير المؤمنين لا يدل على السبّ]
  وأما قوله(٢): «رد القول: إن الإمام # نقض قوله الأول بالثاني، حيث ذكر(٣) أن أمير المؤمنين # لم يلعن، وحكى(٤) أنه شكا تقدمهم عليه، فحكاية منهارة، لأن الشكوى لا تدل بظاهرها على سب ولا لعن - فلقد(٥) كذب هذا الرجل عليّ في نقله، وأظن أنه لا يعتقد أن قوله من فعله، لأني قلت في رسالتي: وأما قوله: لم يظهر فيه سب الصحابة، وقد ذكر أنه شكا تقدمهم عليه، وظلمهم له، ولا يخفى أن النسبة إلى الظلم سب، فنقض قوله الأول بالثاني، وهذا واضح لمن تأمله بحمد الله ومنّه».
  فالجواب: أن أكثر ما نقده قد مضى جوابه، ومنه ما هو معارضة بالحكاية، من غير إيراد ما يحتاج إلى جواب.
  فأما قوله: «إنه شكا تقدمهم عليه أي على جده علي بن أبي طالب # فعلي هو الشاكي، وأولاده يشكون لشكائه، ويبكون لبكائه، وهاهم إلى اليوم يناطحون شفار السيوف، ويتجرعون كأس الحتوف، لتقديم ذكره على المنابر، وتفضيله على كل باد وحاضر؛ فإن عتبت في ذلك عليهم فلا عتاب؛ إلا بطعن
(١) الضمير يعود إلى محيي الدين.
(٢) الضمير يعود إلى محيي الدين.
(٣) الضمير يعود على الإمام.
(٤) ذكر (نخ).
(٥) بداية كلام فقيه الخارقة.