[القدرة صالحة للضدين]
  فالجواب: أنه(١) أراد أن كتب أهل العدل والتوحيد، مشحونة بأن الله عفو غفور، وأن الفقيه حكى عنهم غير قولهم.
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «فلسنا أهل الجبر».
  فالجواب: أنه قد ناقض مناقضة كثيرة، فتارة يتبرأ من الجبر، ويضيفه إلى جهم، وتارة يقول: إن من أنكر خلق الأفعال منه سبحانه التحق بالمجوس، وتارة يقول: كلا القولين خطأ، وتارة يقول: هو يأخذ بهما معاً، وتارة يقول: يأخذ بالوسط، وإن كان الاثنان لا وسط لهما، وتارة يقول: هو أمر تحيرت فيه عقول ذوي الألباب؛ فهو يتردد بين هذه الأقوال في كل حين يقول بواحد منها.
  ثم قال [أي فقيه الخارقة]: «على أن أهل الجبر لا يقولون كما قال».
  فالجواب: أنا حكينا عن المجبرة قاطبة، أن الله تعالى يجوز منه أن يعذب الأنبياء $ بذنوب الفراعنة، ويثيب الفراعنة بثواب الأنبياء؛ لأن الدار داره، والملك ملكه، وللمالك أن يفعل في ملكه ما يشاء، ولأنه تعالى لا يجب عليه ثواب المطيع، ولا يقبح منه عقاب من عاقبه ولو لم يذنب، وهو لم يُجِب عن شيء من هذا، فلا جسر على إعادة هذا المذهب الخبيث وحكايته؛ فيدخل تحت ما رمانا به، ولا نفاه وصرح بنفيه؛ فيكون بذلك خارجاً عن مذهبه الخبيث، فأقبل يجمجم الكلام، ويشتغل بما لا تعلق له بما حكيناه عنه، ويهول بقوله: لكنه لا يجد سبيلاً إلى دفع الحق، إلا أن موه أو كذب فيا للرجال العجب!
[القدرة صالحة للضدين]
  ثم قال: «قال القدري: وما حكاه من كلام الإمام # في الفصل الثالث، وما قرر من فضل أمير المؤمنين، وولديه الحسن والحسين، وذريتهما الطيبة عليهم جميعاً السلام، وما يوجب لهم الإمامة، وأنها ألوف أحاديث.
(١) أي محيي الدين ¥.