[القدرة صالحة للضدين]
  وما حكى عنه # أيضاً من الكتب المشهورة عند الجميع، وما يروونه من كل كتاب منها، وما انضاف إلى ذلك مما يليق به من مدائحهم $ بما فيه شفاء، وفي بعضه اكتفاء، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وقوله(١) عقيب ذلك: والجواب عن هذه الجملة: اعلم أيدك الله وأرشدك، أن الطالب لرشده، المتحري للنجاة بجهده، ينظر في لحن قول المتكلمين، كما قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ٧٥}[الحجر]، قال [أي فقيه الخارقة]: فهذا كلام ساقط ذاهب المعنى؛ لأن قوله: أيدك الله وأرشدك، ليس هو بمعتقد صحته، بل يعتقد أن الله ليس بمؤيد، ولا مرشد - وهذا(٢) منه كذب وبهتان على إمام الزمان، فالله سبحانه ينصف من أهل البغضة والشنآن، والجرأة والطغيان، كثيري الشر قليلي الإحسان؛ لأن رأيه # أن الله سبحانه يؤيد أولياءه بالمعونة والتسديد والتوفيق، ويرشد جميع المكلفين بالبيان والإقدار والتمكين وإزاحة العلل، بالحث على الطاعة بالوعد، والزجر عن المعصية بالوعيد.
  وأما اختلال المعنى فلأنه رمى خصمه بدائه، ولو قلب القضية لأصاب؛ لأنه قال [أي فقيه الخارقة]: لا معنى لسؤال التأييد والإرشاد، إذا ثبتت أفعال العباد، ولا(٣) شك أن الأمر بالعكس مما أراد؛ لأنه يحسن منا أن نسأل الله تعالى التأييد، وهو اللطف الذي نفعل عنده الخير، أو نكون معه أقرب إلى أن نفعله، ونسأله الإرشاد وهو الهداية والدلالة لنفعل ما يكون حقاً وصواباً، ونترك ما يكون باطلاً؛ فلو كانت الأفعال كلها من الله تعالى، لما حسن منا أن نسأله أن يسددنا لأن يفعله، أو نترك فعلاً هو يفعله أو لا يفعله، سدد أو لم يسدد؛ فلا معنى حينئذ للسؤال، على حال من الأحوال.
(١) الضمير يعود إلى الإمام في رسالته الأولى.
(٢) بداية جواب الشيخ محيي الدين.
(٣) بداية جواب الشيخ محيي الدين ¥.