[معنى أن اللطف في الطاعات واجب]
  أفعالهم منهم لا من الله تعالى صح سؤاله التوفيق والتسديد والرشد وما شاكله، وبطل مذهب المجبرة القدرية.
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «وهذا القدري وفرقته غير قائلين بشيء من هذا».
  فالجواب: ما قدمنا قبل هذا.
  ثم قال: «وأما ما قال القدري(١) من اختلال المعنى؛ فلأنه رمى خصمه بدائه، ولو قلب القضية لأصاب؛ لأنه قال: لا معنى لسؤال التأييد والإرشاد إذا ثبتت أفعال العباد، ولم أقل كما قال، لكن كما سبق، وإنما عند هذا الرجل الانتصار بالكذب جائز، ولقد تنصل منه في رسالته هذه، ونسبه إلى المطرفية، ورأيناه قد سلك طريقتهم، وآثر مذهبهم، ولعمري هو معذور لأنه لم يجد نصرة لإمامه إلا بهذا، ولقد اشترى المتاع الدنيوي، واستبدل آراء الرجال عن العلم النبوي».
  فالجواب: أنه ما حصل منه إلا رمي مخالفه بالتكذيب فيما هو فيه صادق، وهذه طريقة لا تخلِّص من الجواب؛ لأن هذا لا يعجز عنه أحد! بل قد قال إخوانه في رسول الله ÷: هذا ساحر كذاب، وإن هذا لشيء عجاب؛ ففي ذلك أسوة؛ فليقل ما شاء.
[معنى أن اللطف في الطاعات واجب]
  ثم قال: «وأما قوله [أي محيي الدين]: لأنه يحسن منا أن نسأل الله تعالى التأييد، وهو اللطف الذي نفعل عنده الخير، أو نكون معه أقرب إلى أن نفعله - فعبر(٢) عن التأييد باللطف، وليس كذلك، وعندهم أن اللطف في الطاعات والواجبات واجب على الله تعالى، وأنه يجري مجرى القدرة والآلة والتمكين الذي لا يحسن التكليف مع تركه، فكيف يسأل ما هو واجب عليه؟».
(١) هذا الكلام قد سبق تحت عنوان (القدرة صالحة للضدين).
(٢) بداية كلام فقيه الخارقة.