[أهل البيت (ع) من حيث مكانتهم وأنواع المضار التي نزلت بهم]
  والجواب: أنا قد قدمنا الجواب عمن أدخل من سائر أقاربنا، وتسمية العترة، وأن المخصوص بذلك الذرية الزكية، وحققنا ذلك من الصحاح عند العامة، مع الذي اختصصنا بروايته نحن وأتباعنا من الشيعة الزكية، ومن حذا حذوهم في العدل من العدلية.
  ومجموع مسموعاتنا من الخاصة والعامة تجاوز مائة ألف حديث، ظننا(١) ذلك ظناً وحزرناه حزراً، ولم نرد بذكره التبجح، وإنما أردنا التعريف، وبينا أنا المخصوصون بوجوب الوِداد من ذوي القربى، وخرجناه من الصحاح، وبينا أن للباقي من بني هاشم حق شرف القرابة والبيت النبوي الرفيع، وعرفنا لماذا وقع المنع من مناكحة غيرنا من الأنساب مع شرفهم جميعاً، وعلى الانتفاع بالزكوات التي هي غُسالة أوساخ الناس، ومع استحقاقهم دون سائر الناس، بما جعله الله لهم من الأخماس.
  وقد قدمنا اختصاص أولاد الحسن والحسين $ بالإمامة، دون سائر إخوتهم وبني عمهم، ودللنا على ذلك، وكذلك اختصاصهم من الحرمة والحق والتبجيل والتعظيم، بما لا يستحقه سائر أهلهم؛ لما لهم من الاختصاص بالنبي ÷؛ لكونهم نسل بضعته الشريفة.
  وقدمنا أن الذي شرف به البطون الأربعة على سائر قريش، بل على سائر العجم والعرب، هو بعينه يدل على شرف أولاد فاطمة & على سائرهم، وهو شدة اللُّحْمَة والقرب منه ÷.
  ولقرابتهم هذه القريبة، ودعواهم هذه الظاهرة العجيبة، لم يترك قائمهم القيام على قلة الأعوان وغدر الزمان، وقد كان اللعين بن اللعين يزيد بن معاوية قال في قصيدته الميمية:
(١) الظن: التردد الراجح بين طرفي الإعتقاد الغير الجازم جمعه ظنون وأظانين وقد يوضع موضع العلم والحزر والتقدير والخرص. تمت قاموس.