[دعوى الفقيه أن «من كنت مولاه» ليس معطوفا على ما قبله، والرد عليه]
  الصحابة بأمر مفهوم، وهو التصرف في الأمة تصرفات الأئمة، وعلى وجه ليس فوق يده يد، وبعد ذلك لا يكون لقوله: فيحتاج إلى دليل على أن المراد بها ما ذهب إليه؛ لأنها ترد للاختصاص ولغير الاختصاص، اللهم إلا أن يريد إذا احتملت اللفظة الاختصاص والمشاركة، فلم حملناها على الاختصاص دون الاشتراك؟
  قلنا: لما تقدم من كونه ÷ مولى للكل على وجه لا يشاركه فيه سواه؛ فكذلك علي # وهذا ظاهر.
[دعوى الفقيه أن «من كنت مولاه» ليس معطوفاً على ما قبله، والرد عليه]
  ثم قال: «قال القدري: وأما ما حكاه عن الإمام # بقوله: أما قوله(١): إن مولى بمعنى أولى، لأن النبي ÷ قال أول الكلام: «ألست أولى بكم من أنفسكم؟» ثم عطف عليها بلفظ يحتملها، ويحتمل غيرها؛ دل على أنه لم يرد بها غير المعنى الذي قررهم عليه من دون أحد محتملاتها، وأنه قصد بالمعطوف ما هو معطوف عليه.
  ثم ذكر مثال الدار إلى آخر كلامه #؛ فهو كلام صحيح مستقيم؛ ثم قال(٢) مجيباً عن ذلك: ليس المعنى كما ذهبت إليه، وليس بين قوله #: «ألست أولى بكم» وبين قوله: «من كنت مولاه» شيء يقتضي العطف.
  والكلام(٣) على هذا الاعتراض: أنه اعْتُبِرَ اشتراك بين العطف(٤) والمعطوف
(١) الضمير يعود على الإمام # في دعوته.
(٢) أي فقيه الخارقة في رسالته الأولى المسماة الدامغة.
(٣) بداية جواب الشيخ محيي الدين.
(٤) قال ¦ في التعليق: لعل ذكر العطف قصد إلى ذكر الفاء في قوله: «فمن كنت مولاه»، فإنها ثابتة في حديث زيد بن أرقم، مما أخرجه ابن جرير والطبراني، وفي حديث علي # مما أخرجه ابن أبي عاصم: «فمن كنت وليه فعلي وليه» وبلفظ: «من كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه»، وفي حديث علي أيضاً فيما أخرجه ابن جرير وابن أبي عاصم، والمحاملي، وفي أحاديث المناشدة في الرحبة بلفظ: «فمن كنت ... إلى آخره»، على اختلاف طرقها ومخرجيها.
والفاء وإن تنوعت إلى نحو: فصيحة، وتعليلية؛ فإن أصلها العطف؛ فليتأمل، والله أعلم.