كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان معنى المتشابه وذكر بعض الأدلة عليه]

صفحة 447 - الجزء 3

  ويدخل تحته مسألة القولين والأقوال، والوجوه والطرق، ومعرفة القياس الصحيح والفاسد، ومعرفة الاستحسان هل هو يترجح به ما يقول به الفقيه أم لا؟ وهل هو أقوى أم القياس إذا اختلفا في مسألة من المسائل؟

[بيان معنى المتشابه وذكر بعض الأدلة عليه]

  وأما قوله: كما تقول⁣(⁣١) في متشابه القرآن - فالكلام فيه من جنس ما ذكرنا، لأن المتشابه مأخوذ من الاشتباه، وهو اللفظ الذي يراد بظاهره معنى يخالف دلالة العقل، سواء كان اللفظ مشتركاً، مثل ذكر اليد، والعين، والوجه، وما شاكلها.

  أو ورد باستعمال المجاز بالزيادة كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١]، فإن لفظة المثلية متكررة فظاهره يقتضي ليس مثل مثله، والحقيقة أنه لا مثل له تعالى، والمجاز بالنقصان، وهو ما يكمل بتقدير الزيادة مثل قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ}⁣[الفجر: ٢٢]، والمجاز بالتشبيه مثل قوله تعالى: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ}⁣[النحل: ١١٢]، وقوله: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}⁣[الإسراء: ٢٤].

  فمتى أردت الكلام فيه رددته إلى دلالة العقل ومحكم الكتاب، فقلت: اليد مثلاً تذكر بمعنى الجارحة، والنعمة، والبسطة، والقوة، ومقدمة الشيء، ولا يجوز أن تحمل اليد على الجارحة لأنه تعالى ليس بجسم؛ لأن الأجسام محدثة وهو تعالى قديم.

  ثم تذكر في كل لفظة ما يليق بها في موضعها، فتقول في قوله تعالى: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}⁣[ص: ٧٥]، أن المراد به التأكيد يعني خلقت أنا دون أن أكله إلى غيري.

  وفي قوله: {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}⁣[الفرقان: ٤٨]، يعني مقدمته.


(١) وردت هكذا (تقول) بالتاء ولكن قد سبق أنها بالنون (نقول) وهو من كلام الشيخ محيي الدين ومن كلمة (فالكلام) هو للإمام عبدالله بن حمزة @.