[بيان تعلق أدلة الإمامة بأصول الدين لا بأصول الفقه]
  وفي قوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}[المائدة: ٦٤]، يعني نعمتيه نعمة الدنيا والدين، أو نعمة الدنيا والآخرة، أو نعمة المداخل والمخارج، أو نعمة الخلق والتكليف، وما شاكل ذلك.
  وتقول في يد القوة والبسطة مثاله: إن للسلطان يداً على بني فلان، أو لا يد له عليهم، وكذلك سائر الألفاظ تحملها على ما لا يقتضي مخالفة لمحكم الكتاب، ولا مخالفة للعقول، وأنت إذا نظرت في المسائل على التفصيل على ما بينتها عليه؛ وجدتها متصلة بأصول الدين بدرجة أو درجات، كما أن مسائل الفقه متصلة بأصولها، ثم تتصل بعدها بأصول الدين على ما نبهنا عليه.
[بيان تعلق أدلة الإمامة بأصول الدين لا بأصول الفقه]
  وأما قوله: «فلم يقل بهذا أحد».
  فالجواب: أنا قد أريناه كيف الطريق إليه.
  وأما قوله: «وأما إنكاره أن يكون لهذا تعلق بأصول الفقه؛ فكلام رجل لا يسمع ولا يفهم، ولا ينبغي على هذا أن يُكَلَّم، ولو نظر في شيء من الأصول لسلم من هذه التقحمات، وارتقى عن هذه التهورات، لكنه لا يبالي ما قال، ولا جال مع أهل العلم في مجال.
  فالجواب: أنه لما ذكر له الإمام # أن كل واحد من هذه الأدلة يوصل إلى العلم؛ لأنها وإن كانت أدلة شرعية فقد لحقت بالعقليات، فقال الفقيه في الكلام عليه: فهو كلام من لا يعرف أصول الفقه.
  وكان الواجب أن يقول: من أين أنه يلحق بالعقليات، ولو سأل عن هذا الوجه لكان جوابه؛ أن الخبر الوارد من الرسول ÷ يجب امتثاله؛ لأنه رسولُ حكيمٍ لا يُظْهِر المعجز على من ينطق بالهوى، بل بالحق الذي إليه يوحى.
  ثم يطلع في استدلاله إلى العلم بحكمة الله تعالى؛ ثم يتكلم في أصول هذه الدلالة، وهو أنه تعالى عالم بقبح القبائح، وبغناه عنها، فلا يفعلها؛ ثم يطلع إلى