[إنكار الفقيه تسمية أهل الحديث بالحشوية]
  اتخذ الناس رؤساء جهالاً، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» فإنا لله وإنا إليه راجعون».
  فالجواب: أنا قد بينا الوجه الذي منه يلحق الخبر بالعقليات، وذكرنا له عند الكلام في وجه دلالته ثم تسلسله إلى العقل، ثم إلى ما قبله من التوحيد على ما مثلناه مبسوطاً، فلينظر فيه الفقيه، فهو أحق بالمثل الذي ورد به الخبر، عن خير البشر في ذكر آخر الزمان.
  وأما عترة الرسول ÷ فقد شهد لهم من لا يلتفت إلى قول الفقيه ولا أمثاله، إلى نهاية إمكان العدد معه؛ وهو جدهم الصادق المصدوق ÷ بأنهم لا يفارقون الكتاب إلى انقطاع التكليف، فليَتَّهِم نفسه.
  وروينا عن النبي ÷ أنه قال: «إن عند كل بدعة تكون من بعدي يُكاد بها الإسلام؛ ولياً من أهل بيتي موكلاً، يعلن الحق وينوره، ويرد كيد الكائدين، فاعتبروا يا أولي الأبصار، وتوكلوا على الله».
  وعنه ÷: «إن عند كل خلف من أهل بيتي عدول موكلون، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين».
[إنكار الفقيه تسمية أهل الحديث بالحشوية]
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «وأعجب من هذا تسمية إمامه في رسالته أهل الحديث حشوية، ولم يذهب أحد من أهل العلم إلى تسميتهم بهذا الاسم، فلما ألزمناه ما ألزمناهم من طريق المعنى، لما قال(١): إن الحديث المجمل يوجب العلم، وقلنا: الحشوي الذي يحشو نفسه مع أهل النظر وليس منهم، قال(٢) الناصر له برسالته: الحشوي هو من يجمع من الأخبار ما اختلف في التوحيد والتشبيه، والمتفق والمختلف.
(١) أي الإمام #.
(٢) أي الشيخ محيي الدين ¥.