[مقدمة لوالدنا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #]
  ومنها:
  بني حسن نداء من إمام ... يناديكم على نأي المزار
  أتاني منكمو نبأ شفاني ... كحلِّك للأسير من الأسار
  طهارة مكة من كل غاوٍ ... ورحض عراصها من كل عار
  بعزم الطالبي أبي عزيز ... أبي الفتكات والهمم الكبار
  شريف لم تدنسه الدنايا ... ولا مرت له بفناء دار
  نشأ للمكرمات فأحرزتها ... يداه قبل تلويث الإزار
  إلى آخرها، وهي غرّاء، وهكذا كلام الإمام إمام الكلام؛ فنشر الله به العدل والإحسان، وأظهر به الأمن والإيمان، وطهَّر الأرض من الفسوق والطغيان، وتزلزلت بدعوته النبوية، وصَوْلَتِهِ العَلَويّة، أركان بني العباس بالعراق، وملأت رسائله الإمامية قلوبهم خوفاً وفزعاً؛ لما تضمّنته من الوعيد والإرعاد والإبراق، وحسبك أنها لما وصلت قصيدته البائية بغداد أمر الخليفة العباسي بإغلاق بابها ثلاثة أيام؛ لانخلاع قلبه من الرَّوْعِ والفزع، وعنده ألوف من العساكر العظام، فقامت كلمة الإمام مقام الجيش اللهام(١)، قال # فيها:
  فقل لبني العباس هذا زماننا ... ومالكمو إلا إلى الحق مهرب
  سنجزيكمو بالإثم براً لأننا ... بنو أحمد وهو النبي المقرب
  ... إلى قوله:
  بني عمِّنا الأوتار عيب ولحنها ... وشارب خرطوم المدامة أعيب
  ذرونا نريكم كيف تشتجر القنا ... وكيف يثور النقع والنقع أشهب
  ... إلى قوله:
  أمثلي ينام الليل والخمر تُشربُ ... أمثلي يلذ العيش والعود يضربُ
(١) اللهام، كغراب: الجيش العظيم. أفاده في القاموس.