كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[منقبة حمله (ع) باب خيبر، وأنه لم يحمله إلا أربعون رجلا]

صفحة 489 - الجزء 3


= ورواه أبو هريرة، وأسنده عنه من التابعين سهل بن أبي طلحة عن أبيه عن أبي هريرة، وطرَّقه عن سهل عن أبي هريرة بطرق شتى.

قال الحاكم: هذا حديث دخل في حد التواتر.

وقال أبو نعيم الأصبهاني: قال أبو القاسم الطبري: فتح علي خيبر ثبت بالتواتر. انتهى من مناقبه.

وقد اتفق على أصل الحديث، وهو قوله ÷: «لأعطين الرايَّة رجلاً يحب الله ورسوله ... إلخ»، أحمد بن حنبل، والبزار، وابن جرير وصححه، وابن ماجه، والطبراني، والحاكم، والبيهقي، والضياء المقدسي، ومحمد بن سليمان الكوفي، عن أبي ليلى عن علي بلفظ: «لأعطين الرايَّة رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله له، ليس بفرَّار، فأرسل إليَّ فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئاً، فتفل في عيني وقال: اللَّهُمَّ اكفه الحر والبرد، فما آذاني بعده حر ولا برد».

واتفق على أصله أحمد، ومحمد بن سليمان الكوفي، وابن أبي شيبة، والبخاري.

وأحمد أيضاً في (المناقب) عن سعد بن أبي وقاص، ولفظه يقرب إلى حديث أبي ليلى عن علي، وفيه زيادة: «لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير من أن يكون لك حمر النعم».

واتفق أحمد، والبخاري، ومحمد، على أصله عن سَلَمَة بن الأكوع، ولفظه يقارب حديث أبي ليلى، وفيه زيادة: (فخرج مرحب يخطر بسيفه، فقال: قد علمت خيبر أنِّي مرحب ... إلخ، فقال علي: أنا الذي سَمَّتني أمي حيدرة ..... إلخ) [روى مبارزة علي (ع) لمرحب وقتله وارتجازه: أحمد في الفضائل (٢/ ٦٠٥) رقم (١٠٣٦) والمسند (٣/ ٣٨٥) رقم (١٥١٧٣) والبيهقي في الكبرى (٩/ ٨٢) رقم (١٧٨٨٧) وأبو يعلى (٣/ ٣٨٥) رقم (١٨٦١)].

واتفق أحمد والبخاري عليه عن سهل بن سعد، ولفظه يقرب من حديث سعد، بزيادته. وكذا محمد بن سليمان.

واتفق أحمد ومحمد بن سليمان عليه عن بُريدَة، وفيه: (فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له) وهو يقارب ما مرّ؛ إلا أنه ليس فيه ذكر الرمد، ولا زيادة: «لأن يهدي الله ... إلخ»، ولا الرجز، لكن اتفق مسلم، ومحمد بن سليمان، وأحمد من طريق له أخرى، عليه عن بُريدَة، وهو يقارب حديث سَلَمَة، وفيه: (فضرب علي هامته حتى عض السيف منها بأضراسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح له).

انتهى ما أردت نقله على جهة الإختصار، والأمر فيه أجلى من النهار.

والحديث دليل على فضل علي، وعصمته، والقطع على مغيبه، وأنه أحق الأمَّة بمقام أخيه محمد ÷.

[منقبة حمله (ع) باب خيبر، وأنه لم يحمله إلا أربعون رجلاً]

أخرج أحمد بن حنبل عن أبي رافع، قال: (خرجنا مع علي حين بعثه النبي ÷ برايته، فلما دنى من الحصن خرج إليه أهله، فقاتلهم، فضربه رجل من يهود فطرح ترسه، فتناول علي باباً كان عند الحصن فترَّس به، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في =