كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[سند خبر الراية في خيبر]

صفحة 496 - الجزء 3

  أَطْعَنُ أحْيَاناً وحِيْناً أَضْرِبُ ... إذا الحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ

  كَانَ حِمَايَ كَالْحِما لا يُقْرَبُ

  فبرز إليه علي # فقال:

  أَنَا الَّذِيْ سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَة ... كَلَيْثِ غَابَاتٍ شَدِيدٍ قَسْوَرَة⁣(⁣١)

  أَكِيْلُهُم بِالسَّيْفِ كَيْلَ السَّندَرَة⁣(⁣٢)

  فاختلفا ضربتين فبدره علي بضربة فقدَّ الحجر والمغفر، وفلق رأسه حتى أخذ السيف في الأضراس، وأخذ المدينة وكان الفتح على يديه.

  فهذه طريقتنا في هذا الخبر وفيه: فانكشف عمر وأصحابه، وفيه: يجبنهم ويجبنونه، وفيه لعلي # من الفضل ما هو كالشمس في الظهور، وفي سائر الروايات فوائد يختص بها، لم نر تطويل هذه الرسالة بذكرها، بل ذكرنا ما أنكره الفقيه من الهزيمة، وطلب تصحيح السند في ذكرها، فساعدناه على ذلك لئلا يظن أنا نروي شيئاً بغير طريق.

  ولولا خشية الإطالة لأوردنا طرق سائر ما نحتج به في هذه الرسالة، غير أنا قد ذكرنا طرقاً لروايتنا لكثير من الأحاديث على وجه الجملة في هذه الرسالة مما يقف عليه الناظر.

  فكيف يقول الفقيه: إن يوم خيبر وحديثه إشارة إلى إمامة أبي بكر وعمر لما قدمهما النبي ÷ بإعطائهما الراية في الأيام الأولى، وقد بينا ما جرى منهم فيها، ومن علي #، فأين ما قاله فقيه الخارقة من ذلك! مما هو مشهور عند أصحاب الحديث.


(١) القسورة: الأسد والعزيز الغالب وكل شديد. تمت معجم.

(٢) السندرة: مكيال ضخم.